على الرغم من التساقطات المطرية الأخيرة فإن نسبة ملء سدود البلاد تعرف تراجعا ملحوظا، وسط تخوفات من استنزاف احتياطي الماء؛ وهو ما قد ينذر ب"أزمة عطش" غير مسبوقة. وإلى حدود اليوم الخميس، تراجعت نسبة ملء السدود إلى 32.7 في المائة؛ في حين كانت خلال اليوم نفسه من السنة الماضية تبلغ 49.6 في المائة. وتراجع احتياطي المغرب من الماء إلى 5 مليارات و274 مليون متر مكعب. وخلال العشرة أيام الأخيرة، تراجعت نسبة ملء السدود بناقص 0.3 في المائة، إذ كان احتياطي الماء يبلغ يقدر بخمسة مليارات و313 مليون متر مكعب أي تم استنزاف أزيد من 39 ميلون متر مكعب خلال هذه الفترة. وتيرة تناقص مستويات السدود تنذر بالخطر، خاصة في ظل غياب التساقطات المطرية والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، إذ تعرف أكبر سدود البلاد تناقصا ملحوظا. "الوحدة"، أكبر سدود المملكة الواقع بإقليم وزان والذي تصل قدرته الاستيعابية إلى ما يفوق 3 مليارات و500 مليون متر مكعب، تراجعت نسبة ملئه إلى 55.6 في المائة؛ في حين كان خلال اليوم نفسه من السنة الماضية في 78.9 في المائة. ثاني أكبر السدود، وهو "سد المسيرة"، تراجعت نسبة ملئه إلى 6.2 في المائة باحتياطي لا يتجاوز 164.6 ملايين متر مكعب؛ في حين تبلغ تفوق طاقته الاستيعابية مليارين و657 مليون متر مكعب. ثالث أكبر السدود "سد بين الويدان"، الذي تفوق طاقته الاستيعابية مليار و215 مليون متر مكعب، بلغت نسبة ملئه 14 في المائة؛ أي حوالي 170 مليون متر مكعب. وسبق أن نبّه نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إلى خطورة الجفاف بقوله إن "نصيب الفرد من الماء في المغرب لا يتجاوز 600 متر مكعب سنويا، بينما يقدر المعدل العالمي ب1000 متر مكعب للفرد"، مشيرا إلى أن "بعض المناطق في المغرب لا يتجاوز فيها نصيب الفرد من الماء 300 متر مكعب".