تستمر حقينة سدود المملكة في التراجع بشكل ملحوظ هذه الأيام، مع توقعات باستمرار التراجع، ما ينذر بوضعية صعبة لم تشهدها البلاد منذ أزيد من 30 سنة، بحسب المختصين. ووفق معطيات المديرية العامة لهندسة المياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإلى حدود اليوم الاثنين 21 فبراير 2022، بلغت نسبة ملء حقينة السدود 33 بالمائة، باحتياطي قدر بخمسة مليارات و313 مليون متر مكعب، فيما كانت تبلغ خلال الفترة نفسها من السنة الماضية 48.5 بالمائة واحتياطيها يقدر ب7 مليارات و797 مليون متر مكعب، مقابل ما يفوق 63 بالمائة خلال اليوم نفسه من سنة 2019، أي أزيد من 9 مليارات و400 مليون متر مكعب. هذا التراجع يبدو واضحا في عدد من سدود المملكة؛ فمثلا نسبة ملء سد ابن بطوطة كانت خلال العام الماضي 100 بالمائة لتنخفض خلال السنة الحالية إلى 26 بالمائة، باحتياطي 7.6 ملايين متر مكعب. وسد الوحدة، أكبر سدود المملكة، الواقع بإقليم وزان، الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى ما يفوق 3 مليارات و500 مليون متر مكعب، بلغت نسبة ملئه اليوم 56.4 بالمائة، فيما كانت تبلغ السنة الماضية 76.9 بالمائة. ثاني أكبر السدود بالمغرب "سد المسيرة"، الواقع بإقليم السطات، الذي تفوق طاقته الاستيعابية مليارين و657 مليون متر مكعب، لم تتجاوز نسبة ملئه 6.5 بالمائة، أي 173 مليون متر مكعب. الأمر نفسه بالنسبة ل"سد بين الويدان"، ثالث أكبر سد بالمملكة، الذي تفوق طاقته الاستيعابية مليارا و215 مليون متر مكعب، باتت بالكاد تصل اليوم إلى 167 مليون متر مكعب، أي 13.8 بالمائة. أقل نسب الملء سجلها "سد أنجيل" بإقليم بولمان، إذ لم تتجاوز 3.1 بالمائة، ثم سد عبد المومن بإقليم تارودانت ب3.9 بالمائة، وسد محمد الخامس نواحي وجدة ب5.2 بالمائة. يذكر أن المغرب يتوفر على 146 سدا كبيرا، تتجاوز حقينتها 18 مليار متر مكعب، لها أهمية بالغة في تدبير مختلف الاحتياجات على الصعيد الوطني، سواء في المجال الفلاحي أو في مجال الماء الصالح للشرب، وفي الحماية من الفيضانات وإنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أن السنوات الثلاث الأخيرة تميزت بتناقص أو عجز على مستوى الموارد المائية. أما فيما يرتبط بالفرشة المائية، فهناك أزيد من مائة وخمسين فرشة تستغل بشكل دوري، سواء في التزود بالماء الصالح للشرب أو للاستغلال الفلاحي أو لبعض الاحتياجات الأخرى، إلا أنها تأثرت سلبا بفعل الاستغلال المفرط والعشوائي.