تباينت ردود الفعل المغربية من فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بناء على توقعات بخصوص التعاطي المستقبلي لواشنطن مع ملف الصحراء. "" فبينما تجمع بعض القراءات على أن هناك إمكانية طرح قضية حقوق الإنسان على مستوى الأقاليم الصحراوية داخل الكونغرس بفعل ثقل تكتل الأفارقة الأمريكيين داخل مجلس النواب من أنصار البوليساريو، إضافة إلى ما وصف بالتأثير المحتمل للون بشرة الرئيس الجديد على الملف، أو تأثير علاقاته الوطيدة مع جنوب إفريقيا، من منطلق أن الأخيرة تبقى حسب رأى المغرب أبرز الدول الإفريقية المروجة لأطروحات جبهة البوليساريو، نجد في المقابل أطروحات مضادة تقلل من أهمية هذه المعطيات لاعتبارات عدة، أهمها أن "السياسة الخارجية في الولاياتالمتحدة يتم صناعتها بالتشاور والتفاوض مع الكونغرس الأمريكي"، بتعبير الباحث مصطفى الخلفي، أحد المتتبعين لأداء السياسة الأمريكية، في تصريحات أدلى بها ل"العرب"، إضافة إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، "قام بإرساء آليات تحكم العلاقات المغربية الأمريكية، تجعل من الصعب على الإدارة الجديدة إحداث تغييرات جذرية في هذه السياسة"، وهذا ما أشار إليه الباحث لحسن بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط، من أن السياسة الخارجية تجاه المغرب "لن تعرف تغيرات كبيرة، فالملفات التي تهم الولاياتالمتحدة مرتبطة بالتبادل الحر. وفى ما يتعلق بقضية الصحراء فأمريكا بديمقراطييها وجمهورييها هى دائما مع الحل المتفاوض عليه بين الطرفين"، على اعتبار أن الولاياتالمتحدة لها مصالح مع المغرب والجزائر، وقد حاولت القيام بنوع من التوازن بين هذه المصالح، ويعتبر أن السياسة الخارجية إزاء المغرب في مرحلة كلينتون، المحسوب على الجناح الديمقراطي، كانت إيجابية وعرفت العلاقة بين المغرب وأمريكا انتعاشا كبيرا، والدليل على ذلك هو حضور كلينتون لجنازة الملك الراحل الحسن الثاني، نظرا للسياسة التي كان ينهجها الملك الراحل لا سيما في ما يتعلق بالبحث عن حل للصراع العربي الإسرائيلي.