قال امحند لعنصر، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، إن وضعية الواحات المغربية تطرح بحدة جميع الإشكالات المرتبطة بالمجالات الحساسة، كمشكل تدهور التربة والغطاء النباتي، والاكتظاظ الديموغرافي، وارتفاع حدة المنافسة حول استغلال الموارد الطبيعية المحدودة، من مياه وأراض صالحة للفلاحة، وضعف المردودية الزراعية واندثار الموروث الثقافي والعمراني. وأضاف الوزير الحركي، خلال كلمته اليوم الخميس بمناسبة افتتاح المنتدى الدّولي الثاني للواحات والتنمية المحلية المنظم بمدينة زاكورة، أن التغيرات المناخية وتأثيراتها تأتي لتزيد من حدة هذه الظاهرة في كل الواحات"، محذرا من "استمرار الوضع الذي سيتسبب في اندثارها وزوالها"، وداعيا إلى إنقاذها وتنميتها بشكل مستعجل، وضرورة إيلائها أهمية كبرى باعتبارها موروثا عالميا". ومن جهته أفاد لحسن حداد، وزير السياحة، أن منطقة زاكورة تنفرد بما يجعلها تقدم عرضا سياحيا يمزج بين ما هو تاريخي و ثقافي وطبيعي، باعتبارها معقلا للعديد من الثقافات الحية، وتراثا شفهيا مهما، إضافة للمنتوجات الفلاحية والتقليدية المتوفرة"، مشددا على أن الوزارة وقعت برنامج العقدة مع جهة سوس ماسة درعة، والذي سيضم بعض المشاريع، كمآوي ومخيمات فاخرة ستكلف 224 مليون درهم، وسيمول 94 في المائة منها القطاع العام. وقال حداد، خلال ذات الملتقى الذي اختير له شعار "واحات المغرب منابع الحياة، النخيل، التراث، الماء"، والممتد على 4 أيام، إنه "ليس لدينا مقاربة قطاعية، ونعمل مع الجميع كي تكون هناك مقاربة مندمجة وترابية وتشاركية، وذلك من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة بالمنطقة". اللقاء الافتتاحي للملتقى، المنظم من طرف جمعية المنتدى الدولي للواحات و التنمية المحلية بزاكورة، بدعم من المجلس الإقليمي وجماعات زاكورة والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة، عرف مداخلات للمنظمين، أكدوا من خلالها أن الواحات إرث حضاري ومجال معماري فريد، يتمازج فيه الفن المعماري الأصيل بالطابع الإيكولوجي الذي يعكس التنوع الطبيعي الأصيل. وشدد المتدخلون على أن الهدف من المنتدى هو دعم و تعزيز الإستراتيجية التنموية لمناطق الواحات، وتوحيد كافة المتدخلين والفاعلين حول مشروع مشترك للتنمية المستدامة لمناطق الواحات بالمغرب، وتشجيعها على إبراز إمكانياتها على مستوى السياحة، والصناعة التقليدية المحلية، والثقافة والتراث والمنتجات المحلية، والأنشطة الاقتصادية والابتكار، وتثمين أعمال التطوير في إطار الولوج إلى التهيئة الترابية. وعلى هامش الملتقى، تم تقديم عروض ترفيهية بالشارع العام مع تنظيم معرض للمنتوجات المحلية بمشاركة 15 رواقا ، وتنظيم موائد نقاش حول مواضيع تخص الواحات، وسبل تأهيلها، مع استعراض المشاكل التي تعترضها.