تحتضن مدينة زاكورة، بمبادرةِ مجموعةٍ من الطّاقات الجهويّة والمحليّة، النّسخة الأولى من المنتدى الدّولي للسياحة المستدامة والتنمية المحلية وذلك من يوم 29 مارس الجاري إلى فاتح أبريل المقبل. وتندرج هذه التّظاهرة، التي تنظم تحت شعار «من أجل تطوير سياحي آخر»، في إطار المجهودات الرّامية لترسيخ ثقافة سياحية تضامنية، بيئيّة وقرويّة، حاملة لآمال تنمية محليّة مندمجة لصالح السّاكنة. ويهدف الشركاء المنظمون، وهم ولاية سوس ماسة درعة؛ عمالة إقليم زاكورة؛ المجلس البلدي لزاكورة؛ المجلس الإقليمي للسياحة والمركز الجهوي للاستثمار وجمعية «تنمية وادي درعة ADEDRA»؛ إلى منح الفرصة للسكان المحليين لتقوية قدراتهم وتحسين تقنياتهم عبر إدماجهم في مختلف محطّات هذا المشروع وخلق تآزر مشترك. وعبر هذه التظاهرة التي تنظم بتعاون مع وزارة السياحة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس جهة سوس موسة درعة والمركز الجهوي للاستثمار وجامعة ابن زهر والمجلس الجهوي للسياحة ومركز الدراسات والأبحاث والجامعة الدولية لأكادير Universiapolis، يسعى المتدخلون المحليون إلى إحراز تقدم متواصل، من خلال تقييم متزامن وبشكل جماعي لتأثير هذه الأنشطة وهذه القرارات حسب كل مجال من مجالات السياحة المستدامة ومن أهمها: المحافظة على البيئة، العدالة الاجتماعية، الفعالية الاقتصادية، الحكامة والإدماج المجالي. ويبقى تآزر مختلف المتدخّلين في التنمية المحلية واحدا من الأهداف الأسياسية لهذه الدينامية الجديدة للتنمية المستدامة. في المقابل، يبقى عائق السياسات التطوعية والاستراتيجيات المستهدفة التي بها يُكفل نقل المعرفة والمدارك، المعلومات وصيغ العمل. وإذا كان التحدي الرئيسي لهذه الخطوة هو بلوغ تشخيص تشاركي، فإنّ أشغال الأيام الأربعة من المنتدى ستسمح بالاستفادة من الممارسات والخبرة التقليدية ولكن أيضا بإعادة التفكير في أنساق التنظيم الحالية. وبالتالي، من الضروري تعهد أعمال متناسقة، مندمجة وتشاركية. ويضم برنامج هذه التظاهرة التي ستعرف مشاركة عدة عمالات وأقاليم مثل: سيدي إفني، أكادير-إداوتنان، طاطا، الراشيدية، فكيك، تيزنيت، ورزازات، تنغير، إنزكان، ايت ملول، تارودانت، واشتوكة ايت باها، سبع طاولات مستديرة تهمّ التّحسيس بخصائص السياحة المستدامة، التبادل بخصوص تحدياتها وتشبيك الاتصال بين العاملين المحليين في القطاع والمنظمات الفاعلة من البلدان المرسلة. وفي أفق تعميم التجربة على المناطق الأخرى وبدعوة من الشركاء المنظمين ستشارك المجالس الإقليمية لكلميم-السمارة وجهة الشاوية ورديغة. وسيمكن اللقاء المشاركين من مناقشة إمكانيات التنمية المستدامة للجهة، مميّزاتها الفكرية، دور التراث الطبيعي والثقافي في التنمية، وكذا الجهوية الموسّعة والجماعات المحلية باعتبارها المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة. يشرف على هذا الجانب من المنتدى مجموعة من المتخصصين والباحثين في المؤسسات العلمية الوطنية والدولية ذات الصّيت. ويتعلق البعد الثاني بالجانب الاجتماعي والثقافي من خلال تطوير بنك أفكار لمشاريع تتعلق بالتنمية المستدامة، خلق مسابقة لاختيار المشاريع الصغرى التي ستسفيد من تأطير ومواكبة المنتدى بشكل يتيح التعاون وعقد شراكات من شأنها دعم التعاون بين مختلف الفاعلين. وفي ذلك تشجيع للمبادرات المحلية وتعزيز لروح المقاولة. أمّا البعد الثالث فيتعلّق بالعرض من خلال برنامج ثفافي متنوع وغني يبرز المؤهّلات الثقافية الأصيلة بُغية ربط هذا الموروث بالخصائص الإنسانية المتفرّدة للمغاربة، وعلى رأسها كرم الضيافة. وموازاة مع الجوانب العلمية للمنتدى، يُمكّن صالون العرض جميع الشركاء من جماعات ومهنيين ومقاولات، نقابات وجمعيات مهنية، من عرض منتوجاتهم وخدماتهم ومداركهم المرتبطة بالسياحة المستدامة. هذا الصالون عبارة عن ملتقى للتجارب والخبرات يفتح المجال أمام المهنيين الجهويين والمحليين للاستفادة من الخبرات والتجارب الرائدة. كما ستنظم على هامش التظاهرة عدد من الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية، إضافة إلى خرجات ترفيهية. يذكر أن المنتدى يعرف مشاركة عدد من الهيئات والمؤسسات الوطنية على رأسها الشركة الوطنية للهندسة السياحية ووكالة الجنوب للتنمية، والوكالة الوطنية للتشغيل وتشجيع الكفاءات ANAPEC، ومركز حفظ التراث وصيانة القصبات CERKAS، المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير،المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بأكادير،المجلس الإقليمي لتزنيت، وكالة التنمية الإجتماعية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب-أكادير...