واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها بتفاعلات القضيتين السورية والفلسطينية والوضع الأمني في مصر، إلى جانب جملة من القضايا الدولية والإقليمية والمحلية. ففي مصر، استحضرت صحيفة (الأهرام) تأكيد عدد من السياسيين وخبراء القانون والدستور على وجود علاقة وطيدة بين "جماعة الإخوان" و"الجماعات الجهادية والتكفيرية" بسيناء المتورطة في العمليات الإرهابية الأخيرة في مصر، وأيضا مطالبتهم اتخاذ إجراءات استثنائية وتطبيق القانون بحزم وحسم في مواجهة عمليات الإرهاب الأسود الذي يجتاح مصر حاليا، مع إجراء محاكمات عاجلة لجميع المتهمين في تلك العمليات. ومن جانبها، كتبت جريدة (الأخبار) تحت عنوان "قرارات حاسمة لمجلس الوزراء وسرعة إصدار قانون التظاهر" أن مجلس الوزراء قرر، في اجتماعه أمس برئاسة حازم الببلاوي، توفير جميع أشكال الدعم للقوات المسلحة وجهاز الشرطة بما يساعدهما في المهام المخولة لهما في القضاء على الإرهاب ومواجهة عمليات الاغتيال والتخريب وترويع المواطنين، مؤكدا على سرعة إصدار قانون تنظيم حق التظاهر السلمي وذلك استجابة لمطالب القاعدة العريضة من الشعب المصري بضرورة مواجهة الإرهاب بكل حزم وقوة، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين في إعادة الاستقرار للشارع المصري. وفي الشأن السوري، أبرزت (الأهرام) تأكيد المعارضة السورية تصاعد حدة الاشتباكات بين "الجيش السوري الحر" والقوات الحكومية في مختلف المناطق السورية، لاسيما على أطراف العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات التي تشهدها معظم البلدات في ريف دمشق تأتي بالتزامن مع استهداف مدفعية الجيش السوري لحي برزة في دمشق. وفي الإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (البيان)، تحت عنوان"مكاسب الثبات المصري"، أن موقفين فرضا نفسيهما في الشأن المصري يؤكدان نجاح تقدم الدولة المصرية على طريقهاº الأول يتجسد في تأكيد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، الإصرار على مقاتلة كل من يرفع السلاح في وجه الجيش والدولة، وذلك من خلال إنذار صريح للجهات التي تحاول المساس بأمن الشعب والوطن من ثغرة سيناء، بينما يتمثل الموقف الثاني، بحسب الصحيفة، في تجريم وزير الخارجية الأمريكي "جماعة الإخوان" ب"سرقة الثورة المصرية"، وذلك في إشارة بينة إلى "مغادرة الإدارة الأمريكية المحطة التي ظلت عالقة فيها منذ الثالث من يونيو الماضي". وإذا كان إصرار وزير الدفاع المصري على تصفية جيوب الإرهاب في سيناء تأكيدا على خط صارم في السياسة الداخلية، توضح اليومية، فإن الخطوة الأمريكية تؤكد نجاح السياسة الخارجية المصرية في المرحلة الأخيرة، مضيفة أن الحزم ضد الجماعات الإرهابية في سيناء "لا يستهدف فقط صيانة كرامة الجيش والشرطة وسيادة الدولة، بل يؤمن كذلك صورة قطاع السياحة الذي شكل رافدا أساسيا في الاقتصاد المصري، يوازي متوسط عائداته السنوية أكثر من 12 مليار دولار". أما صحيفة (الخليج) فكتبت، تحت عنوان "الهذيان الإسرائيلي"، أن "العزلة المتزايدة للكيان الصهيوني الناجمة عن سياساته التي لم تعد تحظى حتى بتأييد حلفائه، بدأت تخلق نوعا من الخرف السياسي لدى مسئوليها" و"تشي ببعدهم عن الواقع، أو بغبائهم السياسي الذي يفترض الغباء لدى الآخرين"، مضيفة أن من أمثلة ذلك الهذيانº تصريح وزير الخارجية ليبرمان الذي هدد بالبحث عن حلفاء جدد غير الولاياتالمتحدة . وفي السودان، انصب اهتمام الصحف على مواضيع ذات طابع اجتماعي، إضافة إلى موضوع السلام في إقليم دارفور، حيث أوردت صحيفة ( التغيير)، نقلا عن نائب مدير الإدارة العامة لبرنامج الأغذية العالمي، أن السودان ما يزال يعاني من فجوة في سد نقص الغذاء، خاصة في بعض المناطق التي تشهد نزاعات، إذ "يحول عدم استتباب الأمن وكثرة النزاعات وتكرارها دون وصول المواد الغذائية إلى تلك المناطق، وكذا حرمان المواطنين هناك، وخاصة النساء والأطفال، من البرامج الصحية والتلقيح اللازم". وأشارت صحيفة (الصحافة) إلى أنه على الرغم من أن السودان بلد زراعي من الطراز الأول ومرشح ليكون سلة غذاء العالم، إضافة إلى اعتماد الحكومة منذ سنوات لبرنامج يروم تحقيق نهضة زراعية والارتقاء بصادرات القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي للمواطن وتشغيل القطاع لأكبر عدد ممكن من اليد العاملة، فإن وضعية قطاع الزراعة ما تزال على حالها. وتطرقت صحيفة (الخرطوم)، في السياق ذاته ، إلى ما أسمته "أزمة شح الخبز" التي تشهدها البلاد خلال الأيام الأخيرة والتي أدت إلى إغلاق بعض المخابز لأبوابها لعدم استلامها حصصها من الدقيق، في وقت تقول فيه الحكومة، إن مخزون الدقيق كاف لسد حاجيات البلاد، مبرزة أن الدولة مطالبة بوضع ضوابط صارمة لحل هذه الأزمة التي تبدو فيها الضبابية والتعامل بحزم مع من يتلاعب بقوت المواطنين. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (الانتباهة) إلى ترحيب بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ( اليونامي) بدارفور، بتوقيع حكومة الخرطوم وحركة التحرير والعدالة، أمس بالخرطوم، على الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في وثيقة الدوحة الخاصة بالسلام في دارفور، موضحة أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة هنأ الطرفين على التزامهما بالمرونة وتقديمهما لتنازلات بغرض التوصل إلى نتائج ملموسة. ومن جانبها، أفادت صحيفة (الأهرام اليوم) أن لجنة الاتصال بالحركات المسلحة بالسلطة الإقليمية بدارفور، كشفت عن التزام حركتي "العدل والمساواة" بقيادة جبيرل ابراهيم ، و"تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، بالحوار لحل مشكلة الإقليم عبر مؤتمر جامع تقدم خلاله رؤاها حول كيفية حل الموضوع، مشيرة إلى أن مجلس السلطة الإقليمية لدارفور طالب اللجنة بتوسيع قاعدة الاتصال لتشمل الحركات المسلحة الصغيرة. وفي قطر، انتقدت الصحف ما وصفته ب"الحملة المنظمة" التي تقودها بعض الجهات الإعلامية والحقوقية عن واقع "عمال البناء في قطر"، منددة ب"تضخيم هذه المزاعم والادعاءات التي نشرتها بعض الصحف مؤخرا لصالح أجندة لا علاقة لها بقضايا حقوقية بل بالرغبة في الإساءة لدولة قطر وتشويه سمعتها والتشكيك في أهليتها لاستضافة كأس العالم 2022" . وفي هذا السياق، قالت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، إن "تلك المزاعم والادعاءات حول أوضاع العمال في قطاع الإنشاءات بدولة قطر تعكس تضخيما متعمدا يستدعي وقفة قانونية إزاء مطلقي هذه المزاعم، الذين استطاعوا إيهام مسؤولين بمنظمات حقوقية بوجود انتهاكات لحقوق العمال، مع الربط غير البريء لهذه المزاعم باستضافة قطر لمونديال 2022 ". وترى الصحيفة أن وصول الأمر إلى البرلمان الأوروبي "يدعو للدهشة، خاصة وأن الجهات الرسمية في قطر، بل والجهات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق العمالة تتعامل منذ سنوات مع أي شكاية أو انتهاك، وتتخذ بشأنه الإجراءات القانونية المناسبة، ونجحت في تحقيق الإنصاف والعدالة لمن لديهم حقوق لدى أصحاب الأعمال". وبدورها، رأت صحيفة (الراية) أن قطر "تعاملت بكل شفافية مع الوفود الحقوقية التي زارتها واطلعت عن كثب على واقع عمال البناء في الدولة، وأتاحت لهم زيارة العديد من الشركات والمشروعات وردت على تساؤلاتهم جميعا، ولم تمانع في إطلاق منظمة العفو الدولية لتقريرها عن واقع عمال البناء في قطر من الدوحة" وهو ما يؤكد ، بحسب الصحيفة، أنه "لا يوجد لديها ما تخفيه وأن الانتهاكات التي تحدثت عنها التقارير هي قيد التحقيق والمراجعة وأن السلطات في قطر ستتعامل بشدة مع أي انتهاكات من قبل الشركات العاملة في قطاع البناء والتشييد، خاصة في ما يتعلق بالعمالة المهاجرة". وخلصت (الراية) إلى أن"قطر التي فتحت أبوابها لكل المنظمات الحقوقية ترحب بالحوار مع البرلمان الأوروبي حول واقع عمال البناء، مع تأكيدها على ضرورة استمرار التحقيقات المستقلة التي تجريها شركة (دي إل إيه بايبر) القانونية الدولية سعيا إلى كشف الحقيقية وطي هذا الملف الذي بات وسيلة للبعض من أجل الابتزاز". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالحادث الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت وبكلمة الرئيس ميشال سليمان، مساء أمس، بمناسبة الذكرى ال70 لعيد استقلال لبنان والتي أكد فيها "أن الأزمة الوطنية المستجدة (...) باتت تطرح أسئلة مقلقة حول حقيقة الاستقلال ومعانيه، وحول سلامة الممارسة الديمقراطية في لبنان (...) وأن موجة التفجيرات المخزية وآخرها التفجير المدان الذي استهدف السفارة الإيرانية، جاءت لتؤكد ما بات يتهدد لبنان من مخاطر فتنة وإرهاب مستورد". وفي هذا السياق، أشارت يومية (النهار) إلى أن كلمة ميشال سليمان، "تجاوزت البعد المباشر للذكرى والأخطار التي تتهدد استقلال لبنان، إلى الأخطار الإقليمية وعواقب التورط في الصراع السوري، وكذلك الخروج عن الدولة ومنطقها، بما بدا معه كأنه يدق ناقوس الخطر الشديد على الجمهورية وهو يودع اللبنانيين والقوى السياسية في كلمته الأخيرة في ولايته الرئاسية" (تنتهي ولاية الرئيس سليمان في ماي المقبل). وبخصوص الفعل الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية، قالت (السفير) إن لبنان، ومع إطلالة العيد السبعون للاستقلال اليوم، "ما زال محكوما بالهزات الارتدادية للتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، فيما أفضت التحقيقات إلى خيوط جديدة في شأن الانتحاريين اللذين نفذا العملية"، ناقلة عن مصدر أمني قوله إن التحقيق "لم يحسم حتى الآن هوية الانتحاريين، ولكن بات من شبه المحسوم أنهما غير لبنانيين، ويحاول التحقيق تحديد جنسيتهما،علما أن بعض الخيوط تؤشر إلى قدومهما إلى لبنان من الأردن، ولكن ليس بالضرورة أن يكونا أردنيين، فربما يكونان من جنسية عربية أخرى مقيمة في الأردن أو في دول عربية مجاورة، والتحقيق يركز على كيفية وصولهما إلى بيروت سواء جوا أو برا". ومن جهتها، نقلت (الأخبار) عن مصادر أمنية ترجيحها أن "يكون الانتحاريان قد قدما من الأردن، من دون أن يتم التأكد من ذلك"، مضيفة أنه وفي تطور متصل، "دعت السفارة السعودية رعايا بلدها إلى مغادرة لبنان، فيما أكد السفير السعودي ببيروت،علي عواض عسيري، أن السفارة لم تتلق أية تهديدات أمنية، موضحا أن دعوة بلاده لرعاياها إلى مغادرة لبنان تأتي في إطار حرص السعودية على سلامة مواطنيها". أما (المستقبل) فقاربت التفجير من زاوية أخرى حين قالت إن "المناخ التوتيري الذي أشعله "حزب الله" عبر آلته السياسية والإعلامية غداة استهداف السفارة الإيرانية بالتفجيرين الانتحاريين الإرهابيين ظل مهيمنا على مجمل الوضع اللبناني عشية الاحتفال بالذكرى السبعين للاستقلال". وفي الأردن، واصلت الصحف اهتمامها بعملية التفجير المزدوج التي استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت، حيث قالت صحيفة (الدستور)، إنه "بصرف النظر عن التفاصيل المتصلة بالتفجير، فإن القائمين على العمل الإرهابي، ومن أعطى الأمر وخطط ونفذ، أرادوا توجيه جملة من الرسائل الدامية إلى عدد من العناوين المحلية (اللبنانية) والإقليمية". وكتبت أن "الرسالة الأولى إلى حزب الله، من جماعات محسوبة على تنظيم (القاعدة) والسلفية الجهادية، مفادها أنه لا مأمن للحزب وأنصاره وداعميه حتى في عقر دارهم. والرسالة الثانية إلى(أهل السنة والجماعة) من اللبنانيين، ومفادها أن دوركم في دعم الثورة السورية مقدر ومشكور. (...) والرسالة الثالثة إلى الداخل السوري. أما الرسالة الرابعة فموجهة ضد إيرانº ومفادها أن قتالها بات فريضة عين على كل مسلم ومسلمة". وفي المقابل، رأت صحيفة (الرأي) أن "رسالة التفجيرين موجهة لاتجاه واحد ومعروف.. وردود الأفعال تؤكد أن لبنان الذي كان على الدوام مختبرا للتطورات الإقليمية وصندوق بريد لإرسال الرسائل، وميدان تدريب بالذخيرة الحية وكواتم الصوت وصراع أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية، قد استعاد هويته المعروفة، وإقامته الدائمة في عين العاصفة". وفي ما يتعلق بظاهرة العنف الجامعي، كتبت صحيفة (الغد) أن "المواقع الأكاديمية، كثيرا ما تخضع لحسابات عشائرية وجهوية ضيقة، والطلبة لا يدخلون تخصصات ويتنافسون في التحصيل العلمي، ولا ينخرطون في اللعبة السياسية. إنهم فرسان يخوضون الغزوات، ويطلبون الثارات"، معتبرة أن الظاهرة تمثل "مأساة مجتمع تحتاج حلولا عميقة وبعيدة المدى، ولا أحد لديه الاستعداد لإجراء عمليات جراحية معقدة. الكل يميل إلى المسكنات، ولو فتك المرض بالمريض". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن بدورها الضوء على تطورات الأوضاع في سوريةº فكتبت صحيفة (الحياة) عن تأكيد الائتلاف الوطني السوري المعارض على أن نظام الرئيس بشار الأسد استطاع الاستمرار في السلطة بفضل دعم إيران وحزب الله اللبناني، مجددا رفضه مشاركة إيران في مؤتمر (جنيف 2). أما صحيفة (القدس العربي) فنقلت عن نائب رئيس الوزراء السوري المقال، قدري جميل، تأكيده على أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها العام المقبل "صار أمرا متفقا عليه من قبل القوى الدولية"، ورفضه في الوقت نفسه الحديث بصراحة عن إمكانية قيامه بلعب دور قيادي في سورية ما بعد نظام الأسد، وقال "أنا ثوري منضبط .. ملتزم بقرارات الحزب الذي أنتمي إليه .. ولا رغبة لدي سوى في أن تنتهي مأساة الشعب السوري". ولاحظت صحيفة (الشرق الأوسط) من جانبها أن تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) يسعى لاستمالة السوريين في المناطق التي يسيطر عليها عبر تقديم خدمات إغاثية وصحية ونقدية، موضحة أن خبراء في "الجماعات الجهادية" يضعون هذه الخطوة في إطار "البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية". وبحسب الصحيفة، فقد تزامنت هذه الخطوة مع دعوة وجهها المتحدث الرسمي باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أبو محمد العدناني إلى التنظيمات الجهادية الأخرى للانضمام إلى مشروع تنظيمه.