اتجهت بعض الدول الأوروبية نحو التخفيف من الإجراءات الاحترازية وإلغاء بعض القيود، حيث لجأت السلطات الصحية في فرنسا إلى إلغاء إلزامية وضع الكمامة في الأماكن المغلقة مع إقرار شرط الإدلاء بشهادة تثبت أن الشخص ملقح. توجه تلك الدول نحو التخفيف مؤسس على الوتيرة التنازلية في عدد الإصابات. وبما أن الوضعية الوبائية في المغرب تسير من حسن إلى أحسن، فمن المرتقب أيضا أن يتم التوجه نحو التخفيف؛ إلا أن الأمر مرتبط بمدى استجابة المواطنين لدعوات الإقبال على التلقيح. في هذا السياق، أكد البروفيسور سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد 19، أن المغرب يقترب من مرحلة نهاية الموجة الوبائية، كما أنه لم تعد هناك متحورات مقلقة عبر العالم؛ وهو ما يفسح الطريق نحو التخفيف. واستدرك المتحدث ذاته أن هذا القرار لن يكون بتلك السهولة خاصة أن المنظومة الصحية بالمغرب لا يمكن مقارنتها مع باقي المنظومات في الدول الأوروبية، لافتا إلى أن هذه الدول تعرف ارتفاعا في نسبة التلقيح؛ وهو ما جعل السلطات تتجه نحو إلغاء إجبارية الكمامة. وفي هذا السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة التلقيح يجب أن تكون مرتفعة كشرط للخروج من الأزمة الوبائية؛ وعليه، فإن المغرب يجب يستغل الأيام المقبلة للرفع من نسبة التلقيح، خصوصا من الحقنة المعززة، وحينها يمكن أن نسلك نفس اتجاه الدول التي شرعت في التخفيف. وقال البروفيسور متوكل "إن المرور من مرحلة إلى مرحلة أخرى يكون عادة مطبوعا بالحذر، وإن كانت التوقعات تؤكد أن نهاية الجائحة والإجراءات الاحترازية التي تصاحبها سيتم في فصل الربيع، فإن الحذر ينبغي أن يظل قائما". ومن المرتقب أن تعقد اللجنة العلمية اجتماعا يوم الأربعاء المقبل، حسب ما أكده البروفيسور متوكل، موضحا أنه إلى حد الآن لم يتم تحديد جدول أعماله، وإن كانت مسألة التخفيف ستدرج ضمن محاوره أم لا. ومن جانبه، ربط البروفيسور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد 19، تخفيف الإجراءات بارتفاع نسبة التطعيم بالجرعة الثالثة، مسجلا بأسف عدم تجاوز نسبة الملقحين بالجرعة المعززة البالغين من العمر 18 إلى 39 سنة 5 في المائة، فيما لم تتجاوز النسبة 30 في المائة بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح بين 40 إلى 74، و41 في المائة لمن يفوقون 75 سنة. وأوضح عفيف أن 550 ألفا ممن تتجاوز أعمارهم 75 سنة مرت 10 أشهر على تطعيمهم بالجرعة الثانية ولم يلقحوا بعد بالجرعة الثالثة؛ وهو ما يفسر استقبال ما بين 40 و60 حالة يوميا بغرف الإنعاش، مبرزا أن معظم هذه الحالات تعاني من أمراض مزمنة وتشكل خطرا على نفسها وعلى المنظومة الصحية، وبالتالي تعطل قرارات التخفيف من القيود.