تزامنا مع التراجع الحاصل على مستوى عدد المقبلين على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بالجرعة الثالثة، بدأ الحديث عن مصير اللقاحات التي اقتناها المغرب قبل أسابيع عدة، وتساءل البعض عن آجال ملايين الحقن المخزنة. في هذا السياق، نفى البروفيسور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، وجود مخزون من جرعات لقاحي "سينوفارم" و"فايزر" منتهية الصلاحية، مؤكدا أن المخزون الذي يتوفر عليه المغرب لا يزال صالحا إلى حد الآن. وأوضح عفيف، في تصريح لهسبريس، أن مخزون لقاح "سينوفارم" يصل إلى 14 مليون جرعة لن تنتهي صلاحيتها إلا بعد أزيد من سنة، ويرجع ذلك إلى الطريقة التقليدية التي يتم اعتمادها في تصنيعه. أما بالنسبة للقاح "فايزر"، فالمخزون يتجاوز مليونا ونصف مليون جرعة تمتد صلاحيتها إلى تسعة أشهر أخرى. من جهته، أكد البروفيسور سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية لمكافحة "كوفيد-19′′، في تصريح لهسبريس، أن الأدوية التي تنتهي صلاحيتها، بما فيها اللقاحات، تخضع لمسطرة مشددة من أجل إتلافها، حرصا على الصحة العمومية، موضحا أن لجان التفتيش تسهر على مراقبة هذا الموضوع بشكل دقيق. ودعا عفيف المواطنين إلى المسارعة لأخذ جرعات اللقاح المعززة، قبل انتهاء الآجال المذكورة، موضحا أن الأرقام الرسمية تؤكد إقدام مئة بالمئة من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 75 سنة على التطعيم بالجرعة الثانية، و41 بالمئة فقط بالجرعة الثالثة، أي إن 550 ألف شخص تفوق أعمارهم 75 سنة لم يطعموا بالجرعة الثالثة. أما الأشخاص البالغون من العمر بين 40 و74 سنة، فقد بلغت نسبة تطعيمهم بالجرعة الثانية 96 بالمئة، فيما قام 29 بالمئة فقط من هذه الفئة بتلقي الجرعة الثالثة. ونبه المتحدث إلى أن "ثلث الأشخاص ممن يصلون إلى الإنعاش بسبب كوفيد-19 يتوفون حتى وإن تم استقبالهم في أحسن منظومة صحية، وبالتالي فغير الملقحين لا يجنبون أنفسهم الإصابات الحرجة، ويشكلون خطرا على أنفسهم وعلى المنظومة الصحية". من جهة أخرى، شدد عفيف على ضرورة تكثيف حملات التحسيس والتواصل من أجل إقناع المواطنين بأهمية اللقاح دون اللجوء إلى وسائل الإجبار، وقال: "نحن بحاجة إلى تحقيق المناعة الجماعية عبر تسريع وتيرة التطعيم من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية والانتعاش الاقتصادي".