احتضن مقر غرفة التجارة الصناعة والخدمات بالرشيدية لقاء خصص لتقديم تقرير حول "وضعية السكان في العالم لسنة 2013 " بمشاركة فعاليات مجتمعية والقطاعات الحكومية المعنية والمهتمين بالشأن التربوي. ويهدف هذا اللقاء، الذي نظمه صندوق الأممالمتحدة للسكان بتعاون مع جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي ، فتح النقاش والتواصل حول الاستنتاجات الرئيسية للتقرير وتدارس التدابير والإجراءات الكفيلة بوضع حد لظاهرة حمل المراهقات وزواج الأطفال بالعالم بشكل عام . وأكدت ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب ميكو يابيتا، خلال تقديمها للتقرير ، أن مسألة حمل المراهقات لا يتعلق فقط بالصحة، بل يشكل قضية إنمائية، وله جذور عميقة تتعلق بقضايا الفقر والنوع الاجتماعي والعنف وزواج الأطفال والحرمان من التعليم، مشيرة إلى أن هناك مضاعفات ناجمة عن الحمل المبكر بين 14 و19 سنة، تكون سببا رئيسيا يؤدي إلى وفيات عشرات الآلاف من الفتيات كل عام. واعتبرت أن الاستثمار في الفتيات ضمان لمستقبلهن ومستقبل المجتمع ككل، وأن الاهتمام بتعليم وصحة الفتيات كفيل بتحقيق إمكاناتهن كاملة والدفاع عن حقوقهن، كما أن ذلك يعتبر فرصة للزواج في الوقت الملائم، ووضع أطفال في حالة صحية جيدة، والمساهمة في النمو الاقتصادي. ودعت يابتا إلى توفير الاستثمارات الإستراتيجية الضرورية للتعليم والصحة والتكوين والصحة الإنجابية للفتيات، مع حماية حقوقهن الأساسية، وكذا توفير الخدمات والمعلومات للمراهقين، ومنها تعزيز التربية الجنسية الكاملة، لتشجيع الشباب على تبني سلوكيات إيجابية، وتوفير المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية، علاوة على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحاربة الهدر المدرسي. ومن جهتها، أكدت جمعية الألفية الثالثة، في كلمة ألفقيت بإسمها، أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى الموضوع الذي يطرحه للنقاش والذي يمس في جوهره وضعية الفتيات والنساء وخاصة ما تعلق منه بحمل المراهقات وزواج القاصرات، مضيفة أن التقرير الذي صدر بعنوان " الأمومة في مرحلة الطفولة: مواجهة تحديات حمل المراهقات"، يتقاطع فيه ما هو مرتبط بالأعراف والتقاليد مع الجوانب القانونية والحقوقية. وأبرزت أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لفتح النقاش حول خصوصيات منطقة الجنوب الشرقي وما تعرفه من إكراهات على مستوى زواج القاصرات الذي يظل من المعيقات التي تحول دون تحقيق التنمية، مشيرة في هذا الإطار الى الجهود التي بذلها مركز الاستماع والإرشاد القانوني للنساء ضحايا العنف بالجنوب الشرقي التابع للجمعية في التحسيس والتوعية بخطورة هذه الظاهرة. وبدورها، أبرزت إلهام الودغيري رئيسة جمعية مبادرات لحماية حقوق النساء خطورة ظاهرة زواج القاصرات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، مشيرة إلى أن الجمعيات الحقوقية والنسائية إلتأمت ضمن مجموعات عمل للقيام بخطوات معينة للحد من هذه الظاهرة.