يدور جدل كبير بين المسلمين في بلجيكا بعد أن تم تعيين امرأة في منصب إمام مسجد حيث ترفض الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا الاعتراف بتلك الخطوة التي أقدم عليها مسجد الصحابة بمدينة فرفيار جنوب المملكة. "" ورغم ان السيدة هوارية فتاح (الصورة) التي عينت في ذلك المنصب لا يحق لها أن تعتلي المنبر أو تؤم المصلين فإن الهيئة التنفيذية تصر علي عدم الاعتراف بها من منطلق أن الأمر لم يتم بشكل قانوني باعتبار ان تعيين الإمام لا يمكن ان يكون الا عن طريق الهيئة التنفيذية التي ترعي شؤون المسلمين في بلجيكا. وتتحدر هوارية فتاح 35 سنة من أم بلجيكية وأب جزائري وهي ام لثلاثة أطفال وقد حصلت على الأستاذية في العلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية وعملت في السابق في أحد مساجد جهة فرفيار كمرشدة تهتم بالقطاع النسائي. وكانت تقارير إعلامية نقلت عن عبد الجليل الحجاجي مدير مسجد الصحابة قوله ان الخطوة التي أقدم عليها مسجد الصحابة تعد رائدة في تمكين النساء من حقهن في ان يكن رائدات في المجال المسجدي والدعوي من دون ان يخرجن عن القواعد الشرعية وقد تم رفع اسم هوارية فتاح مع ثلاثة آخرين لاعتمادهم أئمة من قبل وزارة العدل التي تشرف علي قطاع الأديان. ونقلت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية عن الحجاجي قوله ان اختيارنا لهوارية فتاح في هذا المنصب نابع من قناعتنا الإسلامية التي تقول لنا إنه لا فرق بين المسلم والمسلمة في الإسلام إلا انطلاقا من مبدأ التقوى. لكنه شدد علي ان تمكين هوارية من هذا المنصب لا يعني انه سيكون لها أن تعتلي المنبر لخطبة صلاة الجمعة او ان تؤم المصلين في أي صلاة ولكن دورها سيتركز في الإشراف على العمل الدعوي والترشيدي في المسجد وداخل القطاع النسائي ولفت الحجاجي إلي انه بتولي هذا المنصب تعد هوارية فتاح أول إمامة في أوروبا. يذكر أن بلجيكا اعترفت رسميا بالإسلام عام 1974، ويضمن دستورها العلماني -كغيرها من دول الغرب- حرية المعتقد الديني، غير أن الدولة تتحمل نفقات موظفي الهيئات الممثلة للطوائف الدينية المعترف بها. ويعيش في بلجيكيا حوالي 450 ألف مسلم من إجمالي التعداد البالغ 10 ملايين نسمة، ويتوزع المسلمون بين 250 ألفا من أصول مغربية، و130 ألفا من أصل تركي، و30 ألفا من أصل ألباني، أما البقية فمن أصول فلسطينية وجزائرية وتونسية وبوسنية. ويبلغ عدد المساجد في بلجيكا 290 مسجدا أقدمها "المركز الإسلامي" بالعاصمة بروكسل الذي تم إنشاؤه بتبرعات من المملكة العربية السعودية في عام 1968.