بعدما كان الوزير السابق للتربية الوطنية، محمد الوفا، قد أعلن فشل البرنامج الاستعجالي الذي كلف ميزانية الدولة 33 مليار سنتيم خلال أربع سنوات ممتدة ما بين 2009 و2012، وذلك عقب افتحاص قامت به الوزارة، جاء الوزير الحالي رشيد بلمختار فيما يشبه "تقطار الشمع" لسلفه، وفق ما يحمل من دلالة بلسان المغاربة، ليؤكد أن "تعزيز مكتسبات الأوراش المفتوحة برسم السنوات الماضية ،وخصوصا البرنامج الاستعجالي، يعد أبرز تحديات الوزارة في المرحلة القادمة". وزير التربية الوطنية والتكوين المهني كشف في كلمة له، خلال تقديمه للميزانية الفرعية لوزارته بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، عن عزم الوزارة إجراء تقويم للقطاع لمعرفة نقط قوة والضعف فيه، مستحضرا في هذا السياق "الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 20 غشت حول التعليم وما تضمنه من رصد لمجموعة من الأخطاء وخاصة عدم ملاءمة المناهج لسوق الشغل ولغة التدريس". وبعدما اعتبر أن الخطاب كان موضوعيا أبرز وزير التربية الوطنية أن "الملك رسم خريطة طريق لإصلاح التعليم ووضع استراتيجية للعلاج"، مشددا على أن دور الوزارة اليوم هو توفير الوسائل لضمان التنزيل الأمثل لمضامين الخطاب الملكي وكذا توجهات البرنامج الحكومي في محال التربية".. وبلمختار قال في هذا السياق إن التحدي الثاني هو تحسين جودة التعليم وخصوصا في ظل نسب مرتفعة من التكرار، داعيا إلى القيام بتشخيص شامل من أجل بناء تصور شامل التعليم الأولى لكون المتدخلين فيه متعددين ولما يتمتع به من أهمية.. وكشف الوزير في هذا السياق أنه لا يوجد تعليم أولي في المغرب بقدر ما هناك مبادرات فردية فقط بدون استراتيجيات واضحة، مشددا على ضرورة تعزيز الحكامة في هذا المجال من خلال تعزيز القدرات التدبيرية للفاعلين والقيام بعمليات تقويمية. إلى ذلك أثار تأخر انعقاد اللجنة لقرابة الساعة استياء نواب الأمة وخصوصا فرق المعارضة التي اعتبرت الامر نوعا من الاستهتار من قبل الحكومة اتجاه المؤسسة التشريعية، في الوقت الذي اختار فيه عبد الله البقالي النائب الاستقلالي اعتبار أن الوزير بلمختار يصنف النواب كالتلاميذ الذين عليهم انتظار حضور الأستاذ، واصفا القاعة التي احتضنت الاجتماع والتي غصت بالحضور بأنها تشبه "جامع الفنا" نظرا لكون العديد من الحاضرين تابعوا النقاش واقفين. كلام البقالي لم تستغه رئيسة اللجنة كجمولة بنت أبي التي حملت مسؤولية التأخر لإدارة مجلس النواب، مؤكدة أن الارتباك الذي حصل كان نتيجة لعدم توفير القاعة، قبل أن ترفع صوتها في القاعة بالقول "قلت لهم أعفونا من مثل هذه الإشكالات لكنهم لم يهتموا لنا ولم يعطوا قيمة للنواب واستهزؤوا باللجنة"، وهو نفس الامر الذي أكد عليه عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب الذي حمل إدارة غلاب مسؤولية تأخر اللجنة دافعا التهمة عن الحكومة، ومستغربا من إقحامها في أمور لا علاقة لها بها في رد مبطن على البرلماني الاستقلالي البقالي.