لحظات قاسية يكابدها معتقلون مغاربة بسجن غويران في الأراضي السورية، إثر الهجوم الذي يقوده تنظيم "داعش" الإرهابي، وراح ضحيته كثير من السجناء والمدنيين خلال الأيام القليلة الماضية. وتوصلت تنسيقيات عائلات "الإرهابيين المعتقلين" بمقاطع صوتية وفيديوهات توثق لحظات صعبة من حياة السجناء، بتجولهم جوار جثث كثيرة ومعتقلين آخرين مصابين بجروح خطيرة. وفي السياق، قتل عدد مهم من "الإرهابيين المغاربة" في بؤر التوتر، فيما أحصت المصالح المختصة 250 مقاتلا معتقلا (232 في سوريا و12 في العراق و6 في تركيا)، إلى جانب 138 امرأة، من بينهن 134 بالمخيمات التي تحرسها القوات الكردية. ومازال هجوم تنظيم "داعش" على سجن غويران مستمرا منذ يوم الخميس الماضي، رغم تمكن القوات الدولية من تطهير أجنحة كبيرة داخله. كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استسلام العديد من مقاتلي التنظيم الإرهابي. وقالت مريم زهرون، الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين في سورياوالعراق، إن "الوضع جد مزر في السجن وفق الشهادات الواردة"، مؤكدة أن المعتقل يضم الكثير من المغاربة. وأضافت زهرون، في حديث مع جريدة هسبريس، أن الأسر توصلت بثلاث وثلاثين رسالة سابقة عبر الصليب الأحمر من سجن غويران، وهو ما يثبت وجود مغاربة كثر يعانون في ظل الهجوم "الداعشي". واعتبرت المتحدثة ذاتها أن "المعتقلين المغاربة غير محميين داخل السجن، ومصيرهم سيكون القتل على يد 'داعش' أو الأكراد أو بسبب الظروف المناخية والمعيشية العصبة"، مسجلة توصل التنسيقية بأشرطة تشكو غياب الأكل والماء. كما أوردت زهرون أنها تواصلت مع وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، فأخبرها بمتابعته الموضوع، كما طلب مزيدا من الصبر في هذا الباب، "لكن ضغوط وأسئلة الأمهات حول مصير المعتقلين تتراكم بقوة"، وفق تعبيرها. وتطالب العائلات السلطات المغربية بضرورة التدخل لإيجاد حل وإجلاء آلاف العالقين في بؤر التوتر، خصوصا في سورياوالعراق، التي تحتضن مغاربة متورطين في قضايا الإرهاب والانتماء إلى جماعات متطرفة.