استبعد الدكتور محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، أن يكون لإلغاء أو تأجيل زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، للمنطقة المغاربة، خاصة المغرب والجزائر، علاقة سببية بمستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين. وقال بوخبزة، في تصريحات لهسبريس، إنه لا يرى أن حدة التوتر بين المغرب والجزائر يمكن أن تفضي بالدبلوماسية الأمريكية إلى حد إلغاء الزيارة إلى المنطقة لهذا السبب تحديدا، حيث إن العلاقات بين الدولتين لم تصل حد التشنج الذي تفكر معه الإدارة الأمريكية إلى إلغاء زيارة كانت مبرمجة سلفا". واستطرد الأستاذ الجامعي بالقول إنه بالرغم من كون برمجة الزيارة تكون محددة سابقا، حيث تشمل جدول الأعمال ومواعيد اللقاءات، كما يمكنها خلال المدة الفاصلة أن تقع مستجدات تؤثر على مسار الزيارة تلك، غير أن ما حدث بين المغرب والجزائر لا يعدو أن يكون إعادة للمشاكل القديمة المتجددة، وبالتالي لا يستدعي الأمر أن يلغي جون كيري زيارته لهذه المستجدات". وأردف بوخبزة أنه على العكس مما يعتقده البعض من كون التصعيد المغربي الجزائري قد يكون أحد أسباب إلغاء زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة، ومنها المغرب، فإن دور الإدارة الأمريكية، المتمثل في كونها دركي العالم، يستوجب منها الحضور والمبادرة في هذا الوقت إلى إيجاد حلول مرضية لتقريب وجهات النظر المتباعدة للبلدين معا". ولفت المحلل ذاته إلى أن "المنطقة المغاربية تتسم بحساسية كبيرة تجعل الإدارة الأمريكية تهتم بها، وتجعلها ضمن ملفاتها الرئيسية في العالم، باعتبار اهتمامها بمنطقة جنوب الصحراء والساحل أيضا، وما تفرزه من مشاكل أمنية"، مضيفا أنه بين "أمريكا والمغرب علاقات متميزة تجعلهما يتعاونان في مخططات الحرب على الإرهاب، والجريمة العابرة للدول، وغيرهما من الملفات الشائكة". وذهب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طنجة إلى أنه "ليس من مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تلغي زيارة وزير خارجيتها إلى المغرب والجزائر، فقط بسبب وجود تشنج عاد وقع بين دولتين، معروفتان بروابطهما المتشنجة التي تتميز بالتنافر والتباعد منذ أمد غير قريب". وقدّر بوخبزة بأنه ربما قد تكون لدى الإدارة الأمريكية ملفات دولية أهم في نظرها من زيارة جون كيري للمنطقة المغاربية، وهو ما يفسر إلغاء أو تأجيل زيارته للمغرب والجزائر إلى وقت لاحق. وكان كيري قد أخبر الجزائر بأنه ألغى زيارته المفترضة للمنطقة، مبررا ذلك بكونه سيتنقل نحو سويسرا للانكباب على نقاشات الملف النووي الإيراني، قبل العودة إلى واشنطن لإطلاع الرئيس باراك أوباما على مستجدّاته.