هيلاري لن تلتقي الملك تزور هيلاري كلينتون، وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، المغرب يومي 24 و25 فبراير، لبحث عدة ملفات سياسية هامة بعضها يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والأخرى تهم الوضع الجيوسياسي الجديد في المنطقة المغاربية خاصة، لكن دون أن تتمكن هيلاري من لقاء الملك محمد السادس الذي يوجد حاليا في عطلة خاصة يقضيها في بعض بلدان القارة الأمريكية. وحول خلفيات زيارة هيلاري كلينتون، اتصلت هسبريس بالدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، الذي أشار في البدء إلى كون زيارة رئيسة الدبلوماسية الأمريكية للدول المغاربية الثلاثة، المغرب والجزائر وتونس، تأتي بعد الزيارة التي قامت بها إلى ليبيا في شهر نونبر 2011، مضيفا أن التحولات السياسية التي حدثت في المنطقة خلال السنة الماضية، جعلت الإدارة الأمريكية تعمل من خلال هذه اللقاءات مع المسؤولين المغاربيين على استكشاف سبل التعاون المشترك، فالعامل الأساسي وراء هذه الزيارة إذن هو التفاعل مع المتغيرات العميقة التي طرأت على الخريطة السياسية بالمنطقة. أما في ما يتعلق ببوادر انتعاش الاتحاد المغاربي، يُكمل الصديقي، فيجدر التذكير بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية عبرت أكثر من مرة خلال الخمس عشر سنة الأخيرة عن رغبتها في التعامل مع الدول المغاربية ككتلة واحدة، حيث عرضت عام 1997 على كل من المغرب والجزائر وتونس عقد اتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة، لذلك فإن التصريحات المشجعة للتقارب المغاربي الحالي الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين تندرج ضمن هذا التصور الأمريكي. واستطرد الخبير في العلاقات الدولية بأن الحكومات الجديدة في المنطقة، لاسيما في كل من المغرب وتونس وليبيا، التي تبنت عموما سياسات خارجية متوازنة مع مختلف الفاعلين الدوليين الأساسيين، تشكل فرصة مهمة للولايات المتحدة لتعزيز حضورها في المنطقة، والبحث عن الفرص الجديدة للاستثمار، خاصة أن المنطقة المغاربية تشكل فضاء واعدا سواء للاستثمار، ولتسويق المنتوج الأمريكي". وقالت مصادر إعلامية محلية اليوم إن زيارة كلنتون للرباط تأتي لمعالجة خمس ملفات رئيسية، وهي دعم الاندماج المغاربي، والقيام بوساطة بين المغرب والجزائر لفتح الحدود وتطبيع العلاقات بين البلدين، وتطوير التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات، وملف الصحراء المغربية، ثم ملف التنسيق لمحاربة الإرهاب الدولي. وجدير بالذكر أن هيلاري كلينتون هي أول مسؤول دبلوماسي غربي يزور المغرب منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي قيادة الحكومة الحالية، بعد أن كان المراقبون يتوقعون أن يكون وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي أول من يزور المغرب، غير أن زيارته للبلد تأخرت بشكل أثار العديد من التساؤلات.