في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر2013 كنت على موعد مع لقاء ثقافي وتكريمي نظم بمدينة الرباط ، وهو اللقاء الذي حضرته فعاليات من مختلف المشارب الفنية والثقافية والدبلوماسية والإعلامية وغيرها. ولعل ما أثار انتباهي في هذا اللقاء هو أنه بقدر ما تجاوب الحضور مع أسلوب الإبداع والتجديد في تقديم هذا الحدث بقدر ما عبر البعض عن عدم رضاه لهذه الطريقة الجديدة، وهو ما أوحى لي بطرح السؤال التالي: لماذا لانقبل التغيير .....؟ هل لأننا وبكل بساطة لانملك ثقافة الإعتراف بالآخر وبكفاءة الآخر ، أو لأننا لم نستطع لحد الآن أن نواكب سرعة التغيير الذي تعرفه بلادنا ، أو أننا لم ندرك أن هناك جيلا جديدا من الكفاءات قد أخذت مكانها في قطار التغيير . إنه مجرد سؤال، مع العلم أن هذا التغيير الذي نتحدث عنه بطبيعة الحال، هو ذلك الذي شهدته بلادنا منذ 13 سنة أي مع انطلاق مسيرة العهد الجديد والذي شمل ميادين عدة: الديمقراطية منها والحقوقية والدبلوماسية والثقافية والتنموية والاجتماعية وغيرها. ولكن المؤسف ،هو أنه لازالت هناك نماذج تعرفها بلادنا ترفض التغيير ، و متشبتة بأسلوبها القديم ونظرتها المتجاوزة للأشياء ، وهي تشكل في نفس الوقت تيارات مضادة أو ما يطلق عليه بجيوب المقاومة ، والذي يرفض التغيير اليوم إنما يرفض الإصلاح ، وهو بكل بساطة ضد الشفافية والديمقراطية وضد التطور والإنفتاح وهو في النهاية ضد كل ما فيه خير لهذا الوطن . وما علينا، إن كنا نريد الخير لهذا الوطن ، إلا أن ندعم هذا التغيير كل من موقعه ونشارك فيه حتى نؤمن استقرار بلادنا ومستقبل أولادنا وأجيالنا الجديدة في مواجهة التحديات التي تواجه بلادنا كل يوم . نعم للإنتقاد البناء من أجل التغيير ، وليس الإنتقاد من أجل الإنتقاد ،كفانا طعنا في الكفاءات المغربية ، والمبادرات الإيجابية ،كفانا تهميشا واحتقارا لطاقاتنا البشرية ،فالمغرب مليئ والحمد لله بأصحاب الإراداة الطيبة وبالغيورين على وطنهم ،وما علينا إلا أن نمنحهم الفرصة الملائمة ونثق فيهم إن كنا نريد التغيير والتغيير الإيجابي الذي يسعى إليه كل مواطن مغربي في مجالات التنمية والثقافة والدبلوماسية والصحة وغيرذلك . وما يجب التأكيد عليه في الختام ، هو أن قطار التغيير والإصلاح قد انطلق منذ سنين ولا رجعة فيه ، والمجال مفتوح لذوي النوايا الحسنة من مختلف الشرائح الجتماعية لمن أراد أن يلتحق ويأخذ مكانه إن كان لديه ما يضيف ، عوض الجلوس والإكتفاء بالإنتقادات السلبية واجترار الملاحظات تلو الملاحظات في وقت تشهد فيه بلادنا سلسلة من الأوراش والأحداث الوطنية تقتضي منا التعبئة الشاملة من أجل البناء والإصلاح والتنمية و النظرة البعيدة نحو المستقبل المشرق . *دبلوماسي سابق