تهاطلت طلية يوم أمس الخميس أمطار طوفانية على مدينة طنجة ، بلغت 150 ملمترا في الساعة السابعة مساء ، واجتاحت الفيضانات المنطقة الصناعية لمغوغة بكاملها، وأدت إلى التوقف التام لحركة السير داخل المدينة وعلى مستوى مداخلها انطلاقا من الرباط وتطوان والقصر الصغير. وعرفت مدينة طنجة أمس انقطاع التيار الكهربائي بالعديد من أحياء المدينة التي اجتاحتها الفيضانات ، كما انقلبت حافلة بالقرب من إعدادية عبد الكريم الخطابي ، بينما تحولت منطقة البساتين - فال فلوري ومنطقة المغوغة إلى مقبرة للسيارت والحافلات التي علقت في مياه الفيضانات. وحسب مصادر من داخل المدينة فقد تم الإعلان عن توقف الدراسة بمدينة طنجة ليومي الجمعة والسبت بسبب الفيضانات التي أدت إلى توقف حركة السير في عدد كبير من طرق وشوارع المدينة كما عرفت بعض مدارس المدينة اجتياح المياه لها ، وعلق الكثير من التلاميذ والطلبة والعمال أمام الأمطار الغزيرة ولم يلتحقوا بمساكنهم إلا بعد ساعات طويلة ،مع احتمال العثور على ضحايا خلال الساعات القادمة. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن السلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمصالح المعنية الأخرى تعبأت بشكل كامل لتقديم المساعدات اللازمة للساكنة وذلك بالرغم من صعوبات حركة التنقل، مشيرا إلى أنه تتم متابعة الأوضاع عن كثب. وكان الملك محمد السادس خلال ترأسه لمجلس الوزراء بداية الأسبوع الحالي قد أعطى توجيهاته لأعضاء الحكومة، قصد الوقوف الميداني على معالجة أسباب وأضرار الفيضانات الناجمة عن التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها عدة مناطق من البلاد. وبموازاة مع التأكيد على مساعدة النواحي والمواطنين المتضررين، فقد حث الملك محمد السادس الحكومة، ومن خلالها السلطات العمومية المسؤولة، على تحسيس السكان بتجنب الاقامة في المناطق والمواقع المعرضة طبيعيا لخطر الفيضان، وذلك التزاما من الجميع بالضوابط القانونية التنظيمية في هذا الشأن. وفي سياق متصل تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت ليلة وصباح امس الخميس على منطقة الصهريج بقلعة السراغنة في مقتل شخصين بينهما طفلة لا تتجاوز 13 سنة. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن يستمر هذا "الطقس المتقلب" الناتج عن اضطراب جوي قادم من شمال المحيط الأطلسي والمشبع بالرطوبة والبرودة إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري. شاهد فيديو من كاميرا أحد الهواة حول فيضان طنجة