وجه الملك محمد الخامس إبان أحداثالريف 58/59 الأليمة نداء إلى كل الريفيين تم توزيعه على نطاق واسع بكل مناطق الريف بواسطة أعوان الدولة وعبر الطائرات ̨يدعوهم فيها إلى التزام جانب الحكمة والتبصر والنظر في عواقب أعمالهم بروية وتدبر. "" وبحلول الذكرى الخمسينية لانتفاضة الريف وما صاحبها من أحداث أليمة ننشر نص نداء الملك محمد الخامس – كوثيقة تاريخية - إلى شعبه الوفي بالريف حسب لغة النداء ̨مساهمة منا في استحضار الذكرى الخمسينية للانتفاضة الأليمة بما لها وما عليها ̨ومساهمة منا في استجلاء حقيقة هاته الثورة المجيدة كما يصفها أبناء الريف ̨والفتنة كما وصفتها جريدة العلم آن ذاك لسان حزب الاستقلال خاصة العدد 3159 سنة 1958 ̨نص النداء: نداء من صاحب الجلالة نصره الله إلى شعبه الوفي الحمد لله ̨ رعايانا الأوفياء ̨ لقد تأزمت الحالة خلال الأشهر الماضية حتى بلغت حد الخطورة في بعض أقاليم الشمال وساءنا ما وقع هناك من قلاقل واضطرابات تجلى بعضها في إعراض جماعات من الناس عن حرثهم وأشغالهم ورحيلهم عن قراهم وبيوتهم ولجوئهم إلى الجبال وبعضها الأخر في تمرد بعض الأفراد وزيغهم عن جادة الصواب وتحريضهم الناس على انتهاك حرمة القوانين والضغط عليهم لعصيان السلطات المحلية إلى غير هدا من أعمال تخل بالأمن وتمس بالاستقرار وتضر باقتصاد البلاد وتعرقل تنفيذ البرامج التي وضعناها لصالح شعبنا ̨ وتحول دون متابعة الأعمال البنائية التي نقوم بها الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى فساد سمعة الوطن وتعرضه للفتنة والفوضى والتقهقر في مختلف الميادين. وحرصا منا على الوقوف على حقيقة الأمر بدقة قبل إقدامنا على اتحاد التدابير التي تفرضها مواجهة مثل هده الحالة كلفنا لجنة بالذهاب إلى الجهة المضطربة للاتصال بسكانها والاستماع إلى شكاياتهم والتعرف على أسباب قلقهم وتدمرهم ̨ وقد حررت لنا هده اللجنة تقريرا عكفنا على دراسته بدقة واهتمام وإمعان كما أمرنا حكومتنا ببعثه ودرسه ̨ وأصدرنا تعليماتنا باتخاذ تدابير سريعة تستهدف زيادة العناية بتلك الأقاليم في شتى الميادين وترمي إلى تحسين أحوال سكانها وإسعادهم. وإننا ونحن نعلن دلك لرعيانا الأوفياء في الأقاليم الشمالية والريف ̨ نهيب بهم جميعا إلى التزام جانب الحكمة والتبصر والنظر في عواقب أعمالهم بروية وتدبر مصدرين لهم أمرنا بالعودة امنين إلى حياتهم اليومية وتعاطي أشغالهم وخدماتهم العادية وان لا يسمعوا لدعاة الفتنة والتفرقة وان يخلدوا إلى الهدوء والسكينة ويتعاونوا مع ممثلي السلطة من مدنيين وعسكريين على إعادة الأمن وحفظ النظام لتستقيم الأحوال وتستعيد النفوس طمأنينتها وثقتها. إن استمرار القلاقل والفوضى لا يضر سكان الجهة المضطربة فحسب بل يضر بعموم رعايانا في سائر الجهات ويعرض حاضر البلاد ومستقبلها لكوارث ومصائب محققة ̨ بدلك تفرض علينا الأمانة التي طوق الله بنا عنقنا ومسؤوليتنا نحو وطننا وشعبنا أن لا نسمح لأي فرد ولا جماعة من الدجالين ودعاة الفتنة والتفرقة بالاستمرار في مخادعة الشعب وتغليطه ومواصلة أعمالهم الهدامة والتأمر على وحدة الوطن واستقلاله ونحن عازمون على استعمال كل الوسائل للضرب على أيديهم الآثمة ووضع حد لجرائمهم :" فليحذر اللذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم" في 25 جمادى الثانية 1378 موافق 05 يناير 1959 وللتذكير فقد ترأس لجنة البحث والتقصي في الأحداث التي نصبها الملك مدير ديوانه عبد الرحمان انجاي.