انتقدت وكالة المغرب العربي للأنباء، "لاماب"، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ردا على ما ورد في خطابه الأخير الذي وجهه إلى قمة عقدت، يوم أمس بأبوجا النيجيرية، دعا من خلاله إلى "بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الإنسان في إقليم الصحراء، باعتبارها ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى". وبثت وكالة الأنباء الرسمية قصاصات تؤكد من خلالها أن الجزائر، عبر خطاب بوتفليقة، تكشف عن "تعنتها المهووس في الدفاع عن خيار متجاوز عفا عليه الزمن"، متمثلا في "إعطاء المصداقية لفكرة قابلية وجود كيان مصطنع على جزء من التراب المغربي، وذلك من خلال تأويل خاطئ ومغرض وأحادي الجانب لمبدأ تقرير المصير". ووصفت "لاماب" خطاب بوتفليقة في أبوجا بأنه "تحريضي" يكشف الوجه الحقيقي لسياسة الجزائر العدائية، والذي طالما حاولت القيادة الجزائرية إخفاءه بتصريحات ماكرة ومضللة سعت من خلالها الظهور بمظهر البلد الحريص على توثيق علاقات حسن الجوار وصيانة وحدة المصير المغاربي المشترك". ولفت المصدر ذاته إلى أن خطاب بوتفليقة "استفزازي" ضد المغرب، باعتباره يؤكد صراحة دعم بلاده لجبهة البوليساريو، وأن نزاع الصحراء لا يمكن أن يجد طريقه إلى الحل إلا في إطار القرار 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء رد الجزائر على مقالات "لاماب" سريعا، من خلال تصريحات وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي وصف في مؤتمر صحفي، اليوم، عقده مع نظيرته الكولومبية التي تزور الجزائر، ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية بأنه "غير مقبول". ودعا العمامرة المسؤولين المغاربة إلى ما سماه "التهدئة" بالقول: "ندعو الأشقاء في المغرب إلى التهدئة، لأن خطاب الرئيس بوتفليقة تذكير فقط بمواقف سابقة ومعروفة للجزائر"، على حد قوله. وكان بوتفليقة قد أكد في خطاب له تُلي، أمس، بأبوجا النيجرية أن "إعادة تأطير صلاحيات بعثة المينورسو الدولية ستسمح للأمم المتحدة بلعب الدور المنوط بها على أكمل وجه، فيما يتعلق بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، ويتمم مهام البعثة الأممية الوحيدة لحفظ السلام التي لا تشمل صلاحياتها حقوق الإنسان"، بحسب تعبير الرئيس الجزائري.