حادثة السير الخطيرة التي جعلت من الفنان هشام بهلول "طالعا" هي نفسها التي ساهمت في أن ينزل وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عزيز رباح، عددا من الدرجات بسرعة قصوى، دون وقوع حادثة، ليتبوأ مكانه ضمن نادي "النازلين" في هسبريس هذا الأسبوع. وليست حادثة بهلول وحدها من تسائل رباح عن وضعية الطرق والبنية التحتية للشوارع، والحالة التقنية للعربات والحافلات، بل هي العديد من الحالات الأخرى، ربما أكثر فداحة وسوداوية، انتهت بالموت والإعاقة الجسدية طول الحياة، يذهب ضحيتها آلاف المغاربة كل سنة. وفي الوقت الذي ظهر فيه رباح، في صور تم تداولها أخيرا بكثافة على صفحات الفايبسوك والمواقع الإلكترونية، وهو يقوم بشواء لحم أضحيته بنفسه داخل بيته هذا العام، كان العشرات يُشوَوْن برائحة الموت في طرقات البلاد أيام عيد الأضحى، التي تكثر فيها الحوادث جراء الازدحام والسرعة في السير. وتشهد طرقات المغرب كل يوم تقريبا أخبارا محزنة عن مقتل العديد من الأشخاص في حوادث سير في مختلف مناطق البلاد، الشيء الذي دفع برلمانيين أخيرا إلى مساءلة وزير النقل والتجهيز عن تدابير وزارته للحيلولة دون حصد الأرواح بهذه الطريقة المؤسفة، فما كان من "رباح" إلا أن أحصى "خسائر" حوادث السير، متهما السائقين بالتسبب في هذه الكوارث الإنسانية. ولعل ذاكرة المغاربة غير قصيرة إلى حد أن ينسوا أفظع حادثة سير عرفتها البلاد قبل أزيد من سنة، وهي حادثة تيشكا، حيث قتل أكثر من 42 شخصا، فهبَّ حينها رباح إلى تشكيل لجنة للتحقيق في مسببات تلك الكارثة لتحديد المسؤوليات، وعرض نتائج التقرير التقني والإداري حول الحادثة على أنظار القضاء..لكن المغاربة شاهدوا جثث "تيشكا"، ولم يشاهدوا نتائج التحقيق..سمعوا جعجعة..ولم يجدوا طحينا..