لا أعرف إلى متى سيظل المغاربة يتعايشون مع هذا الموت الرهيب الذي يحصد كل يوم عشرة أرواح على طرق المملكة . "" حوادث السير أصبحت عندنا بمثابة حرب أهلية لا تتوقف ولو ليوم واحد ، وكل يوم يلقى عشرة أشخاص مصرعهم على طرقنا المخيفة تاركين وراءهم أطفالا صغارا وزوجات وعائلات بلا معيل . ويتوجه عشرات آخرون إلى المستشفيات ليخرجوا منها بعاهات يعيشون معها طيلة ما بقي من أعمارهم . ولأن آخر شيء يمكن أن تفكر فيه الحكومة هو أرواح المواطنين التي تزهق بلا توقف ، فإن وزير التجهيز والنقل غالبا ما يلصق التهمة للسرعة وعدم احترام إشارات المرور ، بينما يعلم الجميع أن مسؤولية "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها مستعملو الطرق في المغرب تتحملها وزارة التجهيز والنقل مناصفة مع وزارة العدل ووزارة الداخلية . وزارة كريم غلاب تتحمل المسؤولية لأنها لا توفر طرقا صالحة للسير ، ووزارة الداخلية تتحمل المسؤولية بسبب أن رجال الشرطة والدرك الذين تضعهم على جنبات الطرق لا يراقبون شيئا آخر سوى جيوب السائقين ، بينما وزارة العدل تتحمل المسؤولية في ما يقع لأن قضاتها لا يفرضون عقوبات تليق بمقام الروح عند الله تعالى . وكم هو مضحك أن وزير النقل يستغل فصول السنة بدورها ويتهمها بقتل المغاربة على الطرق ، ففي الصيف يلصقون تهمة حوادث السير للازدحام الذي تعرفه الطرق أثناء العطلة ، بينما لا نسمع عن وقوع حادثة سير واحدة في الجزيرة الخضراء الاسبانية التي تعبرها عشرات الآلاف من سيارات المهاجرين المغاربة أثناء عودتهم إلى المغرب . وعندما تسقط قطرات المطر في فصل الشتاء تحدث كوارث على الطرق ، فيخرج وزير النقل ويقول لنا بأن المسؤول عن هذه الكوارث هو المطر ، بينما المسؤول الحقيقي هو وزير النقل بنفسه ، لأن طرق المغرب ليست صالحة للسير لا في الصيف ولا في الشتاء . فمتى سيتوقف هذا العبث الذي تتعرض له عشرات الأرواح في بلدنا كل يوم ؟ almassae.maktoobblog.com