"تحركُ الانفصاليِّين بالأقالِيم الجنوبيَّة للمملكة، يتجهُ أكثر فأكثر نحوٍ اكتساءِ طابع عنيف، عبر المقاومة العنيفة"، هذَا آخرُ ما خرجتْ به الناشطة الانفصاليَّة، أميناتُو حيدر، في تصريحٍ مقتضبٍ، أدلتْ له لصحيفة "لابرُوفانسيَا" الكناريَّة. أميناتُو حيدر، التِي التقتْ المبعوث الشخصِي للأمين العام للأمم المتحدَة إلى الصحراء، كريستُوفر رُوس، خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب، انتقدتْ فِي التصرِيح ذاته، المواقفَ الفرنسيَّة والإسبانيَّة، التِي تحولُ دائمًا، حسب قولها دون تحققِ مبتغَى الجزائر، وانفصَال الصحراء عن المغرب، فِي إشارة إلى موقفِ إسبانيا، من مقترح الإدارة الأمريكيَّة قبل أشهر، توسيع صلاحيات المينورسُو لتمشل احترام حقوق الإنسان بالصحراء، تمَّ التراجع عنه بعد اتصال بين الملك المغربي والرئيس الأمريكي، باراك أوبَامَا. الخبيرُ فِي الشُّؤُون العسكريَّة والأمنيَّة، عبد الرَّحمن مكَّاوِي، رأى في اتصالٍ مع هسبريس، أنَّ تصريحَ الناشطة الانفصاليَّة، أميناتُو حيدر، تصريحٌ موجهٌ بناءً على تواصل مع القيادة العسكرية والاستخباراتية بتندوف، التِي عادتْ إلى التلوِيح، فِي الآونة الأخيرة، بالخيَار العسكرِي مع المغرب، معتبرًا حديثها عن رفع وتيرة العنف إيذانًا بفشَل زيارة روس، وبمثابة إقبارٍ لمساعِي الأممالمتحدة لحل نزاع الصحراء. مكاوِي أردفَ في المنحى نفسه، أنَّ الحربَ التِي تشنُّها الجزائر اليوم، على المغرب، من الناحيتين الديبلوماسيِّة والإعلامِية، أشدُّ فتكًا من الحروب التِي تجرِي بالسلاح، سيما بعد فشل البوليساريُو وحاضنتها الجزائر، عسكريًّا مع المغرب، بصورةٍ جعلتْ جنرالات الجارة الشرقيَّة يستعينُون بعبد العزيز بوتفليقة، الذِي فبرك الملف منذُ الستينات، لينقلَ المعركة من جبهات الحربِ إلى أروقة الديبلوماسيَّة ومنابر الإعلام، بغرضِ استهداف الوحدة الترابيَّة للمغربِ. الأكاديميُّ المغربيُّ، أوضحَ أَيضًا أنَّ المغرب كانَ على علمٍ بالاتفاقِ الذِي عقدَ بين جنرالات الجزائر وعبد العزيز بتوفليقة، حين كان في منفاه فِي دبي، من أجل تحويل مسار الحرب مع المغرب، التِي بدتْ له بجلاء، بعد وصوله إلى السلطة عامَ 1999، متأتيَةً عبر الكلمة والصورة، أكثر منها عبر البندقيَّة. وفِي سياق متصل، زاد مكاوِي أنَّ من يثيرُون القلاقل بالأقالِيم الجنوبيَّة، مع كلِّ زيارة يقومُ بها مسؤولٌ أممي إلى المنطقة، ليسُوا إلَّا خمسين نفرًا، يمولُهم حسن بولسان، العضو فِي استخبارات البوليساريو، عبر شراء الذمم، مقدمًا نفسه كوزير للأقاليم الجنوبيَّة فيما يعرفُ ب"الجمهوريَّة الصحراويَّة". وتفرضُ المعطيات المذكورة، على المغرب، حسب المتحدث، أنْ يقوم بالتعبئة العامة، ويستنهضَ ديبوماسيته للاضطلاع بدورها، في التصدِي لبروباغاندَا الانفصاليين بالخارج، التِي تتمُّ في الغالبِ، من مدخلَيْ حقوق الإنسان وتقرير المصير. في الوقتِ يقصدُ البرلمانيون المغاربة بعضَ المنابر دونَ التسلح بأطروحات تفحمُ الخصوم. "هناك أطروحتان يمكنهما أنْ تخرسَا من يتحدثون عن تقرير المصير، أولهما؛ أنَّ الجزائر لمْ تطبقْ مبدأ تقرير المصير، منذُ 1960 إلى الآن، لفائدة طوارق الجنوب، وثانيتهما، أنَّ إسبانيا بدورها، لمْ تخول حقَّ تقرير المصير للباسكْ". يستطردُ مكاوِي. وعنْ السبل التِي يمكنُ أنْ يتعَاطَى بها المغربُ مع استفزازهِ من قبلِ متظاهرين يافعِين يعمدُون إلى تخريب المنشآت العامة، كيْ يتحوَلُوا إلى ضحايَا لانتهاكات حقوق الإنسان، عندِ تصدِي القوات العمومية لهم، قال المكاوِي إنَّ هناك معاييرَ دولية لفض الاعتصامات من طرف القوات العمومية، حين تصبحُ معرقلةً للسير العام، بحيث أنَّ أدبيات المنظمات الحقوقية العالمية ك"أمنستِي" و"هيومان رايتس ووتش" "والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان"، تبين الحدود الفاصلة بين التظاهر السلمِي والمظاهرات غير الشرعيَّة التِي يعمدُ المشاركون فيها إلى التخريب والعنف.