أوضح عبد الكريم ابنوعتيق، مرشح الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (شعار الوردة)، أن التعديلات التي طرحت للمصادقة على المجلس الوطني للحزب مست جوهر النظام الداخلي للتنظيم السياسي، وأعادت صياغة الهندسة القانونية المتفق عليها من خلال برلمان الحزب. وأضاف ابنوعتيق، في بلاغ توصلت به هسبريس، عقب اجتماع لجنة التنظيم من أجل تقديم الخلاصات الأولية المزمع عرضها على المؤتمر الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الملاحظ هو كون المشروع المقدم في هذه اللجنة أعاد كتابة النظام الداخلي، معتبرا ذلك تطاولا تاما على اختصاصات المؤسسات الحزبية ذات سلطة التقرير في هذا المجال. وأشار المصدر ذاته إلى أن الباب المتعلق بتنظيم المؤتمر مؤطر بالمادتين 71 و72، اللتين لا تقبلان التأويل وتنصان على أن المؤتمر الوطني، أعلى سلطة تقريرية، ينعقد بصفة عادية مرة كل أربع سنوات. كما انتقد استغلال لجنة التنظيم قانون الطوارئ وجائحة "كورونا" لاعتبار هذا المؤتمر عاديا بإجراءات استثنائية. وأكد ابنوعتيق أن اقتراح منصات جهوية ليتسنى للمؤتمرين المساهمة عن بعد صيغة غير منصوص عليها بتاتا في المادتين المذكورتين، واستغلال للفراغ القانوني. وفيما يخص مسطرة انتخاب الكاتب الأول، أوضح البلاغ نفسه أن المادة 213 تنص صراحة على أن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يعلن عن فتح باب الترشيح للكتابة الأولى 30 يوما على الأقل قبل افتتاح المؤتمر بواسطة مقرر صادر عن سكرتارية اللجنة التحضيرية، يحدد تاريخ بداية ونهاية الأجل المحددة لإيداع الترشيحات، في حين اقترحت لجنة التنظيم تقديم الطلبات لرئاسة المؤتمر يوم افتتاح أشغاله. وأكد المصدر ذاته أن الطلبات تقدم باسم رئيس اللجنة التحضيرية وليس باسم رئاسة المؤتمر يوم افتتاحه، بل بصفة شخصية من طرف المرشح أمام مدير المقر المركزي للحزب، وفق المادة 214. وأضاف البلاغ أن التعديل الأخير الذي ينص على أن انتخاب الكاتب الأول سيتم من طرف أعضاء الكتابات الجهوية المنتخبة في المنصات الجهوية، بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني بالصفة، يشكل مخالفة للمادة 212، التي تنظم هذه العملية، ومضمونها أن انتخاب الكاتب الأول يتم في المؤتمر بالاقتراع السري وبالأغلبية المطلقة. وتابع ابنوعتيق في بلاغه "بعد أن كان الاتحاد الاشتراكي سابقا ينتخب لجنة مركزية تنتخب بدورها المكتب السياسي، وهذا الأخير ينتخب الكاتب الأول قبل المؤتمر السادس، انتقل الاتحاد من ديمقراطية داخلية متحكم فيها إلى ديمقراطية واسعة حقيقية تمارس من طرف القواعد الحزبية داخل المؤتمر باعتباره أعلى سلطة تقريرية ". ووصف ابنوعتيق هذه التراجعات بالانتكاسة، التي لا تخدم اليسار وكل القوى الاشتراكية، التي ناضلت لتجعل من الديمقراطية ركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمع.