توجت جمعية المبادرة النسائية بمدينة خريبكة، عشية الثلاثاء، أشغال مشاركتها في "الحملة الوطنية التاسعة عشرة لوقف العنف ضد النساء"، تحت شعار "أنخرط je m'engage"، بتنظيم حفل ختامي بالمركب التربوي الاجتماعي القدس بالحي السكني الفتح بمدينة خريبكة. وعرف حفل اختتام هذه التظاهرة التحسيسية التي نظمتها جمعية المبادرة النسائية بخريبكة، بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ووكالة التنمية الاجتماعية، واللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتعاون الوطني، واللجنة الجهوية لمناهضة العنف ضد النساء بمحكمة الاستئناف بخريبكة، وبتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخريبكة، حضور عدد من الشخصيات والضيوف. وتضمن اليوم الختامي مجموعة من الفقرات، من بينها تقديم لوحات موسيقية شبابية وأهازيج شعبية، والقيام بزيارة تفقدية إلى مرافق وخدمات المركب التربوي الاجتماعي القدس، وترديد النشيد الوطني، إلى جانب مداخلات قدمها ممثلو الهيئات والمؤسسات المشاركة في الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء على صعيد مدينة خريبكة. خديجة قُراع، رئيسة جمعية المبادرة النسائية بخريبكة، وبعدما تقدمت بالشكر إلى الحاضرين والمساهمين في نجاح الحملة، قالت في كلمة ألقتها بالمناسبة إن "انطلاق الحملة يأتي في سياق دولي ووطني مليء بالتطورات الإيجابية، خاصة وأن المغرب كان سباقا لتشريع القوانين المناهضة للعنف ضد النساء". وأوضحت المتحدثة أن "جمعية المبادرة النسائية كانت سباقة لإحداث المركز الإقليمي للاستماع والتوجيه للنساء ضحايا العنف وفي وضعية صعبة، والإشراف على تسيير المركز بفعالية، وذلك نتيجة شراكة بناءة بين مجموعة من المؤسسات والهيئات المعنية بموضوع مناهضة العنف ضد المرأة". من جانبه، أوضح يوسف الشيخ، النائب الأول للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بخريبكة، أنه "في مجال مناهضة العنف ضد النساء والأطفال، من المؤكد أن القانون والردع حاضران، لكن التوعية والتحسيس غائبان رغم أهميتهما، مما يفرض على الجميع المساهمة في هذا الجانب، سواء المؤسسات التعليمية أو الأسر أو الإعلاميين أو جمعيات المجتمع المدني أو العاملين في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية...". وبعدما تطرق المسؤول القضائي إلى مجموعة من الإحصائيات المرتبطة بحالات العنف ضد المرأة والأطفال، شدد على ضرورة "تجاوز عقدة وجود أفضلية الرجل على المرأة أو العكس"، و"البحث عن الجانب الوقائي عوض الاقتصار على الجانب الردعي فقط"، و"محاربة العنف بأنواعه النفسي والجسدي والجنسي والإلكتروني..."، قبل أن يشير إلى أن "هناك توصيات سيتم تفعيلها على أرض الواقع في المستقبل القريب من أجل المساهمة في وقف العنف ضد المرأة والطفل". وتعاقب على تقديم الكلمات ممثلو كل من وكالة التنمية الاجتماعية، وقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمخريبكة، والتعاون الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني، وجامعة القاضي عياض بمراكش، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث أجمعوا على ضرورة تضافر الجهود بين كافة الفاعلين للمساهمة، كل من جانبه، في مناهضة العنف ضد المرأة والفتيات، سواء في الوسط المدرسي أو الأسري أو في مقرات العمل وفي الفضاءات العامة. يشار إلى أن حفل الاختتام جاء في أعقاب مجموعة من الأنشطة التوعوية حول موضوع "التحسيس في الوسط المدرسي حول محاربة العنف ضد النساء والفتيات"، احتضنتها كل من الثانوية التأهيلية ابن عبدون، والثانوية الإعدادية ابن خلدون، والمدرسة الابتدائية الأمل، ودار الطالبة بحطّان، من أجل فتح حوار مع المتمدرسين حول ظاهرة العنف وسبل محاربتها، في إطار تفاعلي بين المنظمين وباقي المشاركين في الأنشطة التحسيسية.