اختار مجلس مقاطعة النخيل أن يخصّ نساء مغربيّة، مقيمات بالوطن وأخريات مستقرات خارجه، باحتفال يزامن اليوم الوطني للمرأة.. منتقيا مسارات نسويَة اتسمت بالدّيناميَة العاليَة والإبداع والتحدّي في محاولة لجعل تكريمهنّ قادرا على الترميز لتكريم أكبر شريحة من أناث البلاد. خديجة الزومي، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلاليَة، قالت إنّ مثل هذه المناسبات لا يمكنها إلاّ أن تكون مرحبا بها.. وأردفت ضمن تصريح لهسبريس: "هذا الاحتفال يجمع نساء من مختلف الأطياف لتكريمهنّ، و ذلك بتنسيق يجب أن يتم تبنيه مستقبلا بشكل دائم ضمن قضية المرأة، خاصة الالتفاتات نحو المجهودات التي تقوم بها النساء المهاجرات.. إنّها مبادرة تستحق كل الشكر لمقاطعة النخيل بمراكش ورئيستها ميلودة حازب". "إنّه حفل بسيطا ومتواضع ارتأت مقاطعة النخيل تنظيمه، بدعم من مجلس مدينة مراكش، لأجل الانفتاح على فعاليات نسائية والاحتفاء باليوم الوطني للمرأة ورمزيته كلحظة التفاف كافة مكونات المجتمع المغربي بإجماع حول تغيير مدوّنة الأحوال الشخصية وما شملته من تغييرات جريئة" تصرّح ميلودة حازب لهسبريس قبل أن تزيد: "الطريقة التي اخترنا بها إحياء الموعد جاءت احتفالية، يسودها الشعر، وقد اعتبرنا أنّ هذا التكريم للمرأة المغربية لا يمكن ان يكون سوى الفرصة للتحليق في سماء أخرى، بنوع من الحرية، والاعتراف للمرأة بقيمة أدوارها ومشاركاتها الحياتيَّة بعبارات مغايرة تبرزها الصور الشعريّة وعذوبة الألحان". وسط نخيل المدينة الحمراء، وبحضور عدد من شخصيات التدبير المحلي بمراكش أولاهم العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، تعالت أنغام جوق الطرب الغرناطي القادم من وجدة، وشدْو المطربة ليلى المريني بعبق فنّ قصائد الملحون، وسط جمالية شعر الفنان الكاتب حسن بمنصور، من أجل الاحتفاء بأربع مكرّمات هنّ نعيمة المشرقي وسعاد المعلم وفاطمة حال وزبيدة البستاني.. فيما حضر الموعد أيضا كل من مصطفى باكوري ومحمّد الشيخ بيد الله مع تأكيد مستضيفيهما أنّهما قد تنقلا دون صفتيهما الحزبيَّة. من أعلى منصّة الحفل قالت حازب إنّ السعادة ضمن هذا الموعد حاضرة بفعل الإقبال الكمّي والنوعي الذي حضي به حفل مقاطعة النخيل، واسترسلت: "ملبو الدعوة هم من المؤمنين بالأدوار الجبّارة للمرأة والراغبون في الانتصار لقضاياها.. خاصة وأنّ مدينة مراكش، التي تتولى عموديتها فاطمة الزهراء المنصوري، تعرف القيمة الحقيقية للمرأة حين يُفسح لها المجال لتدبير الشأن العام المحليّ". الفنانة الممثلة نعيمة لمشرقي قالت لهسبريس، قبل حلول لحظة تكريمها بمراكش، إنّها فرحة بتكريس ترسيخ تاريخ ال10 من أكتوبر، وأوردت أيضا بذات التصريح: "شكّل تغيير مدونة الأحوال الشخصية خطوة جبارة لتاريخ المرأة المغربيّة، وإلى جوارها ننتظر، بفارغ الصبر، تفعيل دستور 2011 وما جاء به من مستجدّات تهمّ النساء، وتحديدا ما أثارته الوثيقة بشأن المناصفة بين الجنسين". "لديّ أمل كبير في أن يتم الإقبال أيضا على تفعيل قانون الفنّان، وأن نتمكّن من جلب مستثمرين مغاربة في هذا المجال، بعيدا عن الاشتغال بمشاريع الآجور والإسمنت، حيث نحتاج لتسويق قوي إلى جوار خلق صناعة سينمائية وتلفزية ومسرحيّة" تضيف المشرقي قبل أن تسترسل: "دْعِيوْ مْعَايَا نْبْقَى دِيمَا فقلُوبْكُم". جدير بالذكر أنّ المكرّمات بمرّاكش، إضافة لنعيمة المشرقي، بينهنّ زبيدة البستاني، صاحبة مكتب استشارة واظبت على تأهيل أصحاب شواهد لأجل الاشتغال بعدد من المشاريع التي تفد على شركتها، وسعاد المعلّم، مديرة قطب شمال إفريقيا بشركة "بُومْبَارْدْيِي" الكندية لصناعات الطيران، وأيضا فاطمة حال، المغربيّة المقيمة بالعاصمة الفرنسية والعاملة على التعريف بالثقافة المغربية عبر فنّ الطبخ.