احتفت "جمعية رابطة المستشارات لجهة الدارالبيضاء الكبرى"، مساء أول أمس الخميس، في مقر جهة البيضاء، بعشر نساء فاعلات في المجال السياسي والحقوقي والفني والإعلامي النساء المكرمات (خاص) من خلال تكريمهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بعدما طبعن مسارهن بترك بصماتهن في المجالات التي اشتغلن فيها. وإلى جانب الفاعلات النساء المختارات، كرمت الجمعية المناضلة الحقوقية الراحلة آسية الوديع، عرفانا بمسارها الحافل بالنضال والعطاء، وخصالها النبيلة والإنسانية والكونية، حتى استحقت عن جدارة لقب "ماما آسية". وإلى جانب الراحلة الوديع، جرى تكريم كل من البرلمانية والقيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، ميلودة حازب، وبسيمة حقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، عن حزب العدالة والتنمية، التي لم تتمكن من الحضور بسبب التزامات حكومية، ونعيمة الرباع، برلمانية عن حزب الاستقلال، والصحافية بالقناة الأولى، سعاد حجي، والممثلتين سعاد صابر، وفاطمة وشاي، وفاطمة أكومي، أستاذة بمدرسة الأقسام التحضيرية، وفاتحة برداوي، أستاذة ثانوي، ومليكة طاليب، شاعرة وأديبة. ونشط الحفل الفنانة زينب ياسر، التي أدت وصلات غنائية، وحظيت هي الأخرى بتكريم من الجمعية. وقالت خديجة منفلوطي، رئيسة جمعية رابطة المستشارات لجهة الدارالبيضاء الكبرى، إن الجمعية اختارت تكريم مجموعة من الفعاليات النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وأوضحت منفلوطي، في تصريح ل"المغربية"، أن التكريم يعد، أيضا، لقاء تواصليا بين نساء قياديات أعطين الكثير في الميدان السياسي والجمعوي والإعلامي والفني، مشيرة إلى أن هذا "التكريم يعد بمثابة التفاتة نحو هؤلاء الفعاليات اللواتي أعطين الكثير، ويشتغلن في الظل". وذكرت رئيسة الجمعية أن "هؤلاء النساء المكرمات لسن الوحيدات الموجودات في المغرب، بل هناك العشرات من النسوة الفاعلات، وتكريمهن ما هو إلا جزء يراد به الكل. من جانبها، عبرت ميلود حازب، البرلمانية والقيادية السياسية في حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيسة مقاطعة النخيل بمراكش، عن اعتزازها بهذه المبادرة، خاصة أنها صادرة عن مستشارات جماعيات. وقال حازب، في تصريح ل "المغربية"، إن المنتخبات يدركن أهمية العمل السياسي، وصعوبة فرض الذات النسائية داخل المشهد السياسي الذي ظل ذكوريا طيلة عقود، وأضافت "أن تأتي هذه المبادرة من جمعية المستشارات، ونحن نعرف أنها تضم نساء من تيارات وانتماءات مختلفة، وبقناعات مختلفة، فهي تترجم الاعتراف بالآخر، على أساس أننا لا ننتمي إلى الهيئة نفسها، لكن هناك قاسما مشتركا يجمعنا، وهو هذه القضية التي لا أريد أن أقول قضية نسائية، إذ كنت دائما أعتبرها قضية مجتمعية، وأنها لا يجب أن تحمل همها المرأة فقط". وشددت حازب على أن المشاركة النسائية لم تعد مجرد محاولة للتأثيث بها من أجل تسويق شيء ما، بل أصبحت عنصرا أساسيا، وآلية للتنمية، مبرزة أن في هذا التكريم نوعا من الاعتراف بما تبذله النساء اللائي حظين به. وأفادت حازب أن "المكتسبات التي تحققت اليوم كثيرة، خصوصا في العشرية الأخيرة، بفضل الإرادة الملكية، والإرادة السياسية، لأن جلالة الملك أعطى إشارة قوية من أجل الديمقراطية، وبالتالي فحقوق المرأة تدخل في إطار حقوق الإنسان"، مضيفة أن ما وقع من حركية داخل المجتمع المدني، ومن تحولات مجتمعية، جزء كبير منه يحسب للمناضلات في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات. من جهتها، عبرت الممثلة فاطمة وشاي عن سعادتها بتكريمها من طرف جمعية رابطة المستشارات بجهة الدارالبيضاء. وقالت وشاي، ل"المغربية"، "أنا سعيدة جدا بوجودي مع نساء فاعلات في المجتمع المدني من سياسيات ومثقفات وفنانات، وهذا التكريم يعطينا حافزا لمواصلة العمل بجدية والمثابرة والاستمرار في النضال، لأننا، نحن كفنانين، أحزاب قائمة بذاتها، نمرر خطاباتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر أدوارنا في مختلف الأعمال التي نشارك فيها، وأنا مسرورة بهذه الالتفاتة وهذا الاهتمام من طرف مناضلات سياسيات".