ندَّدت جمعية الصداقة للأعمال الاجتماعية والحفاظ على المقابر بالوضعية الكارثية لمقبرة لعلو وجرائم الانتهاكات والممارسات الهمجية لا إنسانية المنافية لمبادئ وقيم كل الأديان والقوانين الناتجة عن سوء التدبير شأن المقابر وعجز البلدية عن مواجهة الاكتظاظ المقابر وتهييئ مقابر جديدة توازي النمو الديمغرافي والتوسع العمراني المتزايد بالعاصمة. وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت نزهة الجوهري رئيسة جمعية الصداقة، إن بعض الأموات يطبَّق عليهم حُكمُ الإفراغ ليتم دفن آخرين جدد تلزمهم قبور ليرقدوا بها لأجل محدود، إضافة إلى مظاهر أخرى مُصاحِبة من قبيل تجارة قذرة على هامش الموت، من بقايا رفات يُتاجَر بها في سوق الشعوذة وقبور يختلف موقعها وثمنها حسب المكانة الاجتماعية للميت وقدرة أهله على الأداء. وأضافت رئيسة الجمعية أن جرائم الهدم والتَّخريب التي تتعرض لها القبور منذ سنة 2009 اشتدَّت حِدَّتها بعد امتلاء المقبرة وعدم استيعابها للعدد المتزايد من الأموات ليَتفاقِم الهَدم والتَّخريب وإعادة استعمال القبور دون مراعاة لكرامة الرفات السابقة والتي قد لا تتعدى تواريخ وفاة أصحابها 2009. وأوضحت الجوهري أن وفدا من الجمعية التقى رئيس المجلس البلدي للرباط فتح الله ولعلو الذي وعدهم بتنظيف المقبرة من الأزبال، ليتم إخبارهم بعدها أن الميزانية لا تَسمَح بتنظيف المقبرة أو إجراء إصلاحات داخلها، لتقوم الجمعية بالتكلف بتنظيف جزء من المقبرة. وأضافت المتحدثة أن ولعلو برَّر عملية التَّكسير التي تحدُث داخل المقبرة المذكورة، لامتلاء المقبرة عن آخرها وعدم وجود بديلٍ حاليا، معتبرة أن ما يقع في مقبرة ولعلو ومقابر المغرب فضيحة كبرى ووصمة عار على جبين كل المغاربة وعلى رأسهم المسؤولون المنتخبون لتدبير الشأن العام. وتطالب الأستاذة الجامعية بكلية العلوم، مجلس المدينة وعلى رأسه العمدة باعتباره المسؤول الأول عن المقابر بالمدينة، بتحمُّل مسؤولياته في تدبير شأن المقابر واتِّخاذ التَّدابير اللازمة لإيقاف هذه الجرائم والإعلان الرسمي عن امتلاء مقبرة لعلو ومقابر أخرى امتلأت ومنع الدفن بها والإسراع إلى تهيئة مقابر جديدة تَحتَرم معايير تأمين الدفن الإنساني لأموات العاصمة. مقترحة إحداث مقابر بعين عودة وتخصيص مساحات كبرى تسع المدينة على مثيلة مقبرة "الغفران" بالدار البيضاء. كما تطالب الجوهري بتسييج المقابر التي امتلأت وتعيين حراس وتَشغيل اليَد العاملة، وتنظيم دوريات شرطة المقابر للسَّهر على حراستها وحمايتها حفاظا على ذاكرة الأموات وفق تعاليم الدين الإسلامي الذي يضع المقابر في منزلة المساجد.