رؤية للفوتوغرافيا تجمع الذهن بالعين والقلب، تحضر في معرض جديد هو الأول من نوعه في القارة الإفريقية، لمنجز الفوتوغرافي البارز هنريه كارتييه – بريسون، يستقبله متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط. وبتعاون جمع "المؤسسة الوطنية للمتاحف" و"مؤسسة هنري كارتييه-بريسون" و"متحف محمد السادس بالرباط"، يستقبل المغرب هذا المعرض، الذي يمكن زيارته في الفترة المتراوحة بين 24 نونبر 2021 و21 فبراير من السنة المقبلة 2022. ويضم هذا المعرض الصور الأصلية التي التقطتها عدسة كارتييه – بريسون، الفوتوغرافي ذي الأثر البارز في تاريخ الفوتوغرافيا، من بينها صور ذات حضور في الثقافة البصرية العالمية، ويعرض حديثا له عن رؤيته للفوتوغرافيا، وكتبا ومجلات نشر فيها ووثائق، فضلا عن تعريف بأبرز محطات حياته، وبعض الاقتباسات التي تعكس آراءه في الصورة والفن والحياة. وفي افتتاح هذا المعرض، الثلاثاء، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وصف مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، هذا المعرض ب"الاستثنائي"، قائلا إن تطور المتاحف بالبلاد، بعد تأسيس المؤسسة منذ عشر سنوات، واستقبالها أعمال بيكاسو وفان غوغ مع رونوار ودولاكروا وغيرهم، "فخر للمغرب والقارة الإفريقية". وفي كلمة أوردها دليل المعرض، ذكر قطبي أن كارتييه بريسون "يستحق عن جدارة لقب "عين القرن"، الذي أطلقه عليه بيير أسولين"، بعدما "تحرك هذا الفنان الرائد في مجال التصوير الصحافي في مختلف الجبهات، حاملا آلة التصوير، وأفلح في التقاط أهم اللحظات في التاريخ، جاعلا من نفسه شاهدا متميزا على الأحداث الكبرى في القرن العشرين". وتابع رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف: "صور هنري كارتييه -بريسون، سواء الشهيرة أو غير المعروفة كثيرا، تمثل خزانا حقيقيا زاخرا بدروس الحياة. هي حياة غنية وملتزمة، عنوانها الحرية والمطالب، حياة بجانب عظماء هذا العالم، تمكن من التقاط صورتها بطريقته الخاصة، مثل لحظات منفلتة". وفي كلمة مؤسسة هنري كارتييه – بريسون، قالت أغنيس سير، مديرتها الفنية، إن المعرض قد نجح تنظيمه "وفق المعايير الدولية، وهو أمر نادر". وزادت المديرة الفنية لمؤسسة هنري كارتييه – بريسون متحدثة عن صور هذا الفنان الفوتوغرافي البارز التي وثقت أحداثا بارزة في تاريخ القرن العشرين؛ مثل قدوم الشيوعيين إلى الصين، ومقتل غاندي. وذكرت سير في تصريح ل هسبريس أنها في سبيل تنظيم هذا المعرض، تواصلت مع رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، بعد نجاح معرض جياكوميتي الذي استقبله متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة الرباط وكان سابقة إفريقية، مقترحة التعاون منذ أزيد من ثلاث سنوات؛ وهو ما لم يتيسر القيام به، مع ظروف الجائحة، إلا في متم 2021. بدوره، قال عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، إن هذا المعرض "أكبر من إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي؛ بل يؤكد بالملموس قدرة المتحف على استقدام المعارض الكبرى". وتابع الإدريسي شارحا في تصريح ل هسبريس: "هذه أعمال متفردة ذات خصوصية من حيث الصيانة، ويجب أن تتوفر كل عوامل تنظيم المعرض دونما أي تذبذب؛ وتوفرها هو ما يمكن من تنظيم معارض من هذا النوع، خاصة أن أعمال كارتيي بريسون لا يمكن إعادة استنساخها". ومع استحضار كون عمل شبيه بآخر معروض بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر قد بيع في مزاد علني ب400 ألف أورو، تحدث الإدريسي عما يتيحه هذا المعرض ل"الإنسان المغربي من وقوف على جميع مدارس الصورة؛ فلا يمكن إنشاء متحف للصورة دون أن تواكبه بيداغوجيا مرتبطة بالصورة (...) حيث نقدم تجربة متفردة لفنان متفرد، ومسار خمسين سنة لمفكر، ومثقف، ورجل رافق وواكب التطورات التي شهدها القرن العشرون".