تحْتفي المؤسسةُ الوطنيّة للمتاحف، بالمصوّر الفرنسي الشهير هنري كارتيي-بريسون (Henri Cartier-Bresson) ، الذي يعدّ أحد أكبر الأسماء الفنّية في القرن العشرين، وذلك من خلال معرض يضمُّ صورَه الأكثر دلالة على تجربته الفنّةي، بمتحفُ محمد السادس للفن الحديث والمعاصر خلال الفترة من الأربعاء 24 نونبر إلى 21 فبراير، ونظّمت صباح الأربعاء، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، زيارة ما قبل افتتاح المعرض، الذي يعدّ ثمرة تعاون مع مؤسسة هنري كارتيي-بريسون، التي تنظم هذا الحدث المتنقّل بمدينة الرباط لأول مرة في القارة الإفريقية. عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، قال إنّ المعرض يحاول استقراء أعمال المصور الفرنسي كارتيي بريسون على امتداد 50 سنة، منذ عام 1931، إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي، كمصور ومثقف ينتمي إلى مختلف الحركات الثقافية الكبرى خلال القرن الماضي. وتابع الإدريسي في تصريح لموقع القناة الثانية، إنّ عمل المصور الفرنسي يتّسم بالاشتغال على اللونين الأبيض والأسود، الغامق والفاتح، وترتبط أعماله بمساره الحياتي، الذي عرف مجموعة من التقلبات، منها زيارة مجموعة من الدول وحضوره مجموعة من الأحداث العالمية الكبرى، مثل الحرب العالمية الثانية ووفاة غاندي، وغيرها من الأحداث. وأوضح أن المعرض يبرز أعمال أحد رواد الحركة التصويرية على المستوى العالمي، موضحاً أنه نال لقب "عدسة القرن"، بعد أن استطاع أن ينقل بكاميراه بورتريهات وصور لمجموعة من الفاعلين والأحداث الفكرية والثقافية والسياسية العالمية خلال القرن الماضي، كما تابع أن تقديمه بمتحف محمد السادس، يأتي لتقريب أعماله للمتلقي المغربي وتمكينه من الوقوف عند أعمال الرواد. ويعدّ هنري كارتييه بريسون، أحد المؤسسين الأوائل للتصوير الفوتوغرافي الصحفي الحديث ومطوّريه، حيث ساهم في إدخال تقنيات تصوير جديدة وساهم في تطوير أسلوب "تصوير حياة الشارع" أو "الحياة الحقيقية"، وأثر في أجيال من الفوتوغرافيين خلال القرن الماضي. وعمل بريسون مصوّراً صحافياً مع عدة وكالات اخبارية مثل ماغنوم، ما مكّنه من تغطية أحداث عالمية كبرى؛ ومنها خبر انتصار الجنرال فرانكو عام 1937 بإسبانيا، وتغطية فترة الحرب العالمية الثانية وتحرير باريس من الجيش النازي عام 1945، كما غطّى مجموعة من الأحداث خارج أوروبا، منها حضوره لحادثة اغتيال المهاتما غاندي ومسيرة الزعيم الشيوعي ماوتسي تونغ، كما ساهم في تأسيس وكالة "ماغنوم للصور" (Magnum Photos) في باريس، لتكون أول وكالة تعاونية للصور بالعالم. والتقط بريسون صور وبورتريه لمجموعة من الشخصيات الأدبية والفنية العالمية من أمثال: بول كلوديل وجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار وألبير كامو وفرنسوا مورياك وألبرتو جياكوميتي وهنري ماتيس وبابلو بيكاسو ومارلين مونور، في صور تعدّ من الأبرز والأكثر انتشاراً للأسماء المذكورة. رحل سنة 2004.