دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الملك محمد السادس إلى حث الحكومة على النهوض بمسؤوليتها في مجال التعليم، معتبرا أنها "أهملت تنفيذ توجيه ملكي بإخراج قانون المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وظلت طيلة سنة دون أن تحرك ساكنا وكأنها كانت متفرغة لتخصيب اليورانيوم". وقال لشكر، ضمن كلمته بتظاهرة الاحتجاج التي نظمها الاتحاديون بالقاعة المغطاة للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، إنه "كان لزاما أن يحث الملك هذه الحكومة، من جديد، لأجل النهوض بمسؤوليتها بعد أن أضاعت سنة كاملة من عمر المنظومة الوطنية للتربية والتكوين"، مضيفا أن "رئيس الحكومة لم يفهم شيئا ولم يبادر إلى اتخاذ أي إجراءات لتفعيل مضامين الخطاب الملكي". ووجه لشكر انتقادات لاذعة للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، متهما إياها باستعمال أساليب الابتزاز السياسي عبر التخويف والتهديد وإبراز الجزئيات على حساب الأساسيات باتخاذ قرارات ذات عواقب وخيمة على البلاد، قبل أن يشير أنه "رجل تقليدي محافظ لا يؤمن بالحداثة السياسة، لكن إن أراد أن يحظى بثقة الشعب والملك أن يشتغل كثير ويتكلم قليلا، لأنه لا يكفي تسويق بلاغة الثقة والرضا وحسن النية اتجاه أعلى سلطة في الدولة"، على حد تعبير لشكر. وفي هذا السياق اتهم لشكر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بالمزايدة على الدولة وابتزازها بالربيع العربي والتهديد للنزول للشارع، مستغربا من عدم اكتراثه بالأزمة الحكومية التي تمر بها البلاد بعد انسحاب حزب الاستقلال منها، "دون أن يتجه رئيس الحكومة بصلاحياته الواسعة إلى الرأي العام ليخبره بمجريات الأمور". وأضاف في هذا السياق إن الحكومة جعلت من الابتزاز السياسي منهجا وسلوكا، مبرزا أن هدفه هو تحويل الاستقرار الذي ينعم به المغرب إلى فزاعة بهدف الإجهاز على المكتسبات، "إنها حكومة الارتباك التي عطلت الإصلاحات السياسية والدستورية وافتعلت الخصومات مع الجميع"، يورد نفس المتحدث. إلى ذلك حذر لشكر مما اعتبره مخططا جهنميا للحزب الأصولي في إشارة منه لحزب العدالة والتنمية، معتبرا أن له ثلاثة أهداف يسعى من خلالها إلى إنجاز مشروعه السياسي الفعلي الذي يهيؤه على مهل وفي تكتم شديد داخل غرفة عملياته وفي أروقة حركته الدعوية. ويتكون المخطط حسب لشكر من "تعطيل الدستور بغاية إجهاض الانتقال الديمقراطي، وابتزاز الدولة للبقاء في السلطة بأي ثمن بالإضافة نهج سياسية تفقير الطبقات الوسطى لكي يبيع لها الوهم"، مبرزا أن بنكيران يستغل "موقع رئاسة الحكومة وكأي أصولي أصيل يشتغل على أجندة مغايرة ويعمل في أفق مخالف لأفقر تنزيل الدستور". لشكر اعتبر في كلمته أن "التظاهرة للغضب والاحتجاج ضد التسلط الحكومي على إرادة الشعب وحقوقه وواجباته"، منبها إلى أن "المغرب يعيش على إيقاع الأزمة التي يتخبط فيها من وضعته الظروف في المسؤولية".. ووجه لشكر دعوة إلى "ممثلي الطبقة العاملة أننا معها حيثما تواجد وندعوهم لمد يديهم"، مجددا التأكيد لمن قال إن أمانيهم رؤية الاتحاد مشتت، "ها نحن اليوم مجتمعون لا مشتتون ضدا على من كان يعلق آماله وأوهامه في نهاية الاتحاد الاشتراكي"، شاكرا في ذات الاتجاه "عبد الكريم بن عتيق وعبد المجيد بوزبع على مجهوداتهما للوصول للوحدة التي أسس لها الاتحاد، من أجل إعادة البيت الاتحادي الذي يتسع للجميع، لأن إعادة بناء البيت الاتحادي يتطلب تجاوز الانانيات"، على حد تعبير لشكر. الكاتب الأول لحزب الوردة قال إن حزبه ضحى في الماضي من أجل إرساء دولة الحق والقانون، مشيرا أنه "لا يمكن أن نقبل اليوم بأساليب تدوس على القواعد الدنيا لسير مؤسسات دولة الحق والقانون"، واصفا ما تعيشه البلاد اليوم "بأنها أوضاع اجتماعية غير مسبوقة تواجه بانتظارية قاتلة منذ شهور من طرف حكومة انشغلت بحروبها الكلامية الصغيرة والجانبية دون استحضار مصلحة البلاد" على حد قول لشكر.