بالغت العديد من الصحف المغربية في حديثها عن ولادة حزب جديد " مخضر بأحزاب أخرى " وعن صاحبه - المعجزة - الذي أراد أن يقود النضال السياسي حسب ما اكتسبه من تجربة كبيرة داخل وزارة الداخلية أي أنه " عايق أفايق" بجميع باقي الأحزاب " ويعرف كل السلبيات عنها ومواقع الضعف مما سهل عليه التأسيس في ظرف وجيز مستقطبا وزراء وشخصيات المال والأعمال لكن ما لا يجوز للصحفيين هو الإستمرار في متابعة أشغال الفاعل السياسي الجديد القديم ونسيان الهم الكبير الذي تتخبط فيه أمة الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيلبدلا من السيد الهمة . "" فما الجديد الذي سيقوم به حزب الأصالة والمعاصرة غير تكريس السياسة العامة مادامت الوجوه نفسها هي التي تدير الشأن العام فمن كان وزيرا عين سفيرا ومن كان سفيرا عين وزيرا أو مستشارا وعاشت المسؤولية تتحكم فيها المحسوبية والأصهار والأعمام والأخوال والقرابة والرفاق ودرب النضال . فهل حزب الأصالة والمعاصرة يستطيع أن يرد لنا ما ضاع من المال العام ؟ وهل سيوظف لنا حاملي الشهادات العليا ويعيد كرامة التعليم ؟ وهل سيشرف الصحافة ويسقط عنها المتابعات الزجرية وأحكام السجن؟ هل سيعيد الثروة المغربية ويقسمها على المغاربة بالتساوي لتعم الفائدة على الجميع ؟ هل سيجعل الناس سواسية أمام العدالة من غير تدخلات وهواتف حمراء؟ هل حزب الأصالة والمعاصرة قادر على تغيير المنكرات من دعارة وفساد وسد منافد اللوبيات القائمة على تدبير شأن الحانات والبارات والمراقص الليلية وإفساد الشباب ؟ هل السيد الهمة باستطاعته رفض قانون العصا والهراوات ومنع المسيرات السلمية والإحتجاجات ؟ وهل برلمانيي حزب الأصالة والمعاصرة سيحضرون جلسات البرلمان ومناقشة الحكومة والمطالبة بحجب الثقة وإقالتها ؟ هل الهمة ورفاقه من المناضلين الجدد باستطاعتهم إبلاغ ملك البلاد بأن في كل زيارة تتحرك الصيانة لتبليط الشوارع وتبييض واجهات المنازل وتشجير الساحات ؟ هل حزب الأصالة والمعاصرة سيعتني بأبناء البلد ويوفر لهم الحاجيات الضرورية للحد من الهجرة القاتلة ؟ والكثير من هل هل هل ؟ يبقى في الأخير حزب الأصالة والمعاصرة كباقي الأحزاب يغني ويشدو حسب أغاني الموسم ما دام لم يبرهن بعد عن القيمة المضافة للمشهد السياسي . لهذا على الصحافة أن تجيش أقلامها للحديث عن الفساد الذي اخترق كل المدن المغربية ورغم الحملات التمشيطية فالخلل لايزال قائما ولابد من فضح المتآمرين على أنصار التصحيح والتغيير وأن تسيل المداد في أمور تهم الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل أما الأغنياء فلهم أمورهم وحياتهم وسياستهم التي لن تتغير إلا بقدرة قادر. فبعض الأسماء التي بلغها خبر يقين التعيين تستعد لمغادرة الوطن فهيأت الحقائب في انتظار الحقيبة الديبلوماسية وتذكرة السفر والتأشيرة. فأين أبناء الفقراء من الأحياء الشعبية حاملي الشواهد العليا من هذه التعيينات وأين الجامعيين من الشباب السياسي المحنك من هذه المناصب الحساسة وأين يكمن التغيير وعند من يقف التصحيح . للرد على هذا السؤال يرجى مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي : [email protected]