أثارت دعوة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب ذاته، إلى التخفيف من حدة معارضة "حكومة عزيز أخنوش" عددا من التساؤلات في صفوف أعضاء التنظيم عن خلفيات هذا التوجه. وكشفت مصادر مطلعة من حزب العدالة والتنمية، ضمن تصريحات متطابقة لهسبريس، أن بنكيران أبلغ بوانو بأنه كان يفضل ألا يرد بحدة على تصريحات وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، كما دعاه إلى "عدم رفع سقف المعارضة". ما عبر عنه بنكيران خلف انتقادات عدد من أعضاء وقيادات "البيجيدي"، إذ كتب محمد أمحجور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ساخرا: "معارضتنا لحكومة أخنوش ستكون صامتة غالب الأحيان .. مع أنه ممكن 'مرة مرة تقد تكون شي نغيزة'، من يقرر "النغز"؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟". من جهته، قال عزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة السابقة لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لهسبريس: "أنا غير متفق مع مقاربة بنكيران، ولا أعرف ما الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار"، وأضاف: "لا يمكننا إلا أن نعارض حكومة أخنوش، أما الحديث عن إعطائها مهلة فهو أمر لا يستقيم، خاصة أننا عبرنا عن استنكارنا للخروقات التي شهدتها الانتخابات التي انبثقت عنها هذه الحكومة". من جهة أخرى، اعتبر مصدر في حزب العدالة والتنمية أن ما دفع بنكيران إلى مطالبة بوانو بالتريث في معارضة "حكومة أخنوش" هو تفادي قيادة الحزب برأسين، مشيرا إلى أن بنكيران "يريد الاتفاق أولا مع قيادة الحزب على شكل المعارضة التي سيمارسها، خاصة أن عددا من الملفات الحارقة التي ستباشرها حكومة أخنوش وضعت لبناتها الأولى في عهد بنكيران، كما هو الشأن بالنسبة لإصلاح التقاعد وصندوق المقاصة". وأضاف المصدر ذاته: "لا بد من توحيد خطاب الحزب، ولا يمكن أن تصبح الأمانة العامة رهينة توجهات المجموعة النيابية ورئيسها"، مشددا على أن هدف بنكيران في المرحلة الحالية هو "إصلاح البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية أولا بدل الانشغال فقط بمعارضة حكومة أخنوش". وكان بنكيران عقد اجتماعا الأربعاء الماضي مع أعضاء المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، برئاسة عبد الله بوانو، حيث أكد أن "المعارضة التي سيقوم بها الحزب في هذه المرحلة لن تكون معارضة الشكليات، أو معارضة استغلال نقط ضعف الآخرين، أو انتظار أي هفوة منهم، بل يجب أن تكون معارضة حقيقية تتجه نحو العمق، ونحو الإشكالات الحقيقية". كما أكد بنكيران أن "العدالة والتنمية ليس حزبا انتخابيا، ينتظر الانتخابات لكي يخوضها فيفوز أو يخسر، وهذا طبيعي في الممارسة الديمقراطية؛ لكنه حزب مبادئ، يدافع عن الإصلاح، وينطلق من المرجعية الإسلامية، ويحاول أن ينضبط لها"، حسب تعبيره.