أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" موافقتها على تزويد إسرائيل ب75 طائرة مقاتلة من طراز F-35، التي يُعد أحدث المقاتلات على الإطلاق، والتي يُعتقد أنها ستكون بمثابة العمود الفقري لسلاح الجو سواء في الولاياتالمتحدة أو عدد من الدول الأخرى لعدة عقود. "" وبعيداً عن الجانب الاقتصادي للصفقة التي تبلغ قيمتها 15.2 مليار دولار، وأعلنت عنها واشنطن الثلاثاء، وأكدتها الإذاعة الإسرائيلية الأربعاء، فقد سعت الولاياتالمتحدة إلى طمأنة حلفائها العرب، الذين قد تثير الصفقة بعض المخاوف لديهم، قائلة إنها "لن تضر بالتوازن العسكري في المنطقة." وقالت وكالة التعاون الأمني في مجال الدفاع التابعة للبنتاغون، والتي تتولى الإشراف على مبيعات الأسلحة الأمريكية، إنها أبلغت الكونغرس في وقت سابق الجمعة، بموافقتها على طلب إسرائيلي لشراء 25 طائرة، بالإضافة إلى الموافقة على السماح للدولة العبرية بالحصول على 50 طائرة أخرى في وقت لاحق. وجاء في بيان وكالة التعاون الأمني الأمريكية أن الصفقة "سوف تساعد إسرائيل على تطوير وامتلاك قدرات قوية للدفاع عن نفسها"، دو أن توضح طبيعة التهديدات التي قد تتعرض لها الدولة العبرية، بل أضاف البيان أن "إسرائيل تحتاج إلى تلك المقاتلات لتعزيز دفاعاتها جو - جو، وجو - أرض." وأشار البيان إلى أن إسرائيل طلبت شراء 25 طائرة من المقاتلات التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن"، والتي يمكنها الإقلاع والهبوط كالمعتاد من القواعد العسكرية الجوية، بينما ال50 مقاتلة الأخرى قد تتضمن طائرات من النوع الذي يمكنه الهبوط عمودياً، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس. وفي حالة إقرار الكونغرس الصفقة، وهو أمر يعتبره مراقبون محسوماً،فسوف تصبح إسرائيل أول دولة تحصل على تلك المقاتلات الأكثر تطوراً في العالم، وإن كان من غير المتوقع أن تتسلمها الدولة العبرية قبل عام 2014، وهو موعد انتهاء جميع الاختبارات على المقاتلات التي لم تدخل الخدمة في سلاح الجو الأمريكي بعد. ووفقاً لمراقبين فقد جاء إبلاغ الكونغرس بتلك الصفقة فيما يستعد النواب للعودة إلى دوائرهم الانتخابية، في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، حيث يتعين على أعضاء الكونغرس، في حال معارضتهم الصفقة، إعلان موقفهم منها خلال 30 يوماً. وتقوم الولاياتالمتحدة بإنتاج تلك المقاتلات، التي تُعرف أيضاً باسم Joint Strike Fighter- JSF، بالتعاون من ثمان دول أخرى، من بينها المملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا، ولكن واشنطن تمتلك النصيب الأكبر، ومن المنتظر أن تنضم المقاتلة الجديدة لسلاح الجو بتلك الدول اعتباراً من 2010. وكان مسؤولون إسرائيليون قد كشفوا في وقت سابق الأحد، أن الولاياتالمتحدة زودت تل أبيب بنظام رادار متطور يتيح لها إمكانية الحصول على إنذار مبكر في حالة تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني. وقال المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم لعدم الإعلان الرسمي عن هذا النظام، إن الولاياتالمتحدة شحنت الرادار المتطور للغاية إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، برفقة طاقم مؤلف من نحو 120 شخصاً، وأنه نصب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية بصحراء النقب. ويمكن للرادار المتطور أن يكشف عن الصواريخ الباليستية بعيد إطلاقها بقليل، ما يمنح إسرائيل وقتاً كافياً للرد، أفضل مما يتيحه النظام الصاروخي الدفاعي الإسرائيلي "السهم"، المصمم لاعتراض الصواريخ المهاجمة.