تزامنا مع انطلاق مؤتمر "كوب 26" باسكتلندا، كشف تقرير حديث للأمم المتّحدة تواجد المغرب ضمن الدّول التي لديها طموح حقيقي للتّقدم في الحفاظ على البيئة، إلى جانب دول كينيا وإثيوبيا ونيجيريا وكولومبيا وبيرو وتشيلي والنرويج. ووفقا لخلاصات تقرير الأممالمتحدة، الذي صدر تزامنا مع انطلاق القمة العالمية لبحث قضايا المناخ، فإن "المغرب يقوم بمجهودات جبّارة للحفاظ على التوازن البيئي، ويسير في المسار الصحيح الذي رسمه المنتظم الدولي، القائم على مبدأ الحفاظ على البيئة وضمان التوازن الإيكولوجي، وهو بذلك يتواجد في قائمة الدّول الطموحة إلى جانب كينيا وكوستاريكا". وكشف التقرير الدولي ذاته أن "غامبيا هي الدولة الوحيدة التي تفي بوعودها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ضمن مجموع الدول الموقعة على اتفاقية باريس"، مشدّدا ضمن ملاحظاته على أن البلدان التي استعدت بشكل أفضل لقمة "كوب 26′′، والدّول الغنية، هي التي تتباطأ في تنفيذ التزامات اتفاقية باريس، بينما تدعي أن مواجهة الاحتباس الحراري "أولوية" في أجندتها. وأكد برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (UNDP) أنه في وقت انطلقت فعاليات "كوب 26′′، قدمت 93٪ من الدول المشاركة "التزامات مناخية وطنية معززة، أو تخطط للقيام بذلك". في الآونة الأخيرة، قدّر مرصد تتبع العمل المناخي (CAT)، الذي يدرس السياسات المناخية في العديد من البلدان، أن غامبيا هي الوحيدة التي تمكنت من أن تكون "متوافقة مع 1.5 درجة مئوية"، متقدمة على جميع الدول الكبرى. وتتمتع مقدونيا الشمالية ب"الالتزام الوطني الأكثر طموحًا في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى"، والمتمثل في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 82٪ عن مستويات عام 1990. كما تم الاستشهاد بزيمبابوي وبابوا غينياالجديدة كأمثلة من قبل الأممالمتحدة، وهي دول ترعى مشاريع "الوظائف الخضراء". وقال أكيم شتاينر، مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي: "تقود العديد من البلدان النامية حول العالم الطريق لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن المناخ". وقال عبد الله شهيد، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هناك "ثغرات" تعيق معركة البيئة، لاسيما في ما يتعلق بتمويل خطط مكافحة الدول الفقيرة بقدر ما يتعلق بالتزاماتها الخاصة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وحققت حوالي نصف دول مجموعة العشرين تقدمًا في طموحاتها، كما هو مطلوب كل خمس سنوات بموجب اتفاقية باريس؛ بينما تشير التقارير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي (بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا)، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والصين واليابان والأرجنتين وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية، لم تقدم خطة واضحة بشأن المناخ. وقال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي إن الدول العظمى الخمس "لم تلتزم بعد بالمبادئ الأساسية لاتفاقية باريس".ي يشار إلى أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة يترأس بداية هذا الأسبوع، الوفد المغربي المشارك في فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26)، التي ستحتضنها مدينة غلاسكو بإسكتلندا، في الفترة الممتدة ما بين 1 و12 نونبر 2021.