قال أندري أزولاي، مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، إن "مدينة الصويرة تعيش اليوم لحظة تاريخية، تتمثل في اكتشاف واحدة من أقدم المجوهرات في تاريخ البشرية داخل كهف بزمون، التي يصل عمرها إلى حوالي 142 ألف عاما. وهذا يمثل لنا كمغاربة مناسبة جديدة للوقوف على هذه الرسالة العميقة لتاريخ المملكة المغربية". وأوضح أزولاي، خلال لقاء نظم الثلاثاء بمدينة الصويرة، أن "هذا الاكتشاف يشكل مؤشرا على ما تزخر به هذه المنطقة من قطع أثرية تحدثنا عن مراحل تاريخية عميقة وأكثر قدما من 150 ألف عام من هوية وثقافة سكان المنطقة، التي يجب أن تنقل إلى الأجيال الحاضرة والمستقبلية. وتحتاج هذه الدينامية التي تشكل فخرا لبلادنا إلى تعزيز وإغناء، كما تستحق غدا الاعتراف بها من طرف منظمة "اليونسكو" كتراث عالمي". من جهته، أفاد عبد الجليل بوزوقار، من المعهد الوطني للآثار والتراث في المغرب، بأن "اكتشاف هذه الصدفيات البحرية التي استعملها الإنسان، كحلي وقلادة للتزيين له دلالات رمزية؛ لأن ذلك يدل على الإرهاصات الأولى لوجود هويات ولغة، وأن هذه النتائج بينت أن هذه القطعة الأثرية التي عثر عليها بمغارة "بزمون" ضاحية مدينة الصويرة يرجع عمرها إلى 150 ألف عام، وبالتالي فهي الأقدم في العالم"، بحسب قوله. وفي تصريح لهسبريس، واصل بوزوقار قائلا: "هذا الاكتشاف مهم لأنه لا يهم فقط تاريخ المغرب، بل له قيمة كبيرة؛ لأنه يشكل جزءا من تاريخ البشرية، إذ لأول مرة استطاع الإنسان العاقل أن يصنع أدوات سيستعملها في علاقته بأفراد من مجموعته وآخرين من جماعات توجد بمناطق جغرافية بعيدة عنه، وهذا معطى جديد في إطار خلق علاقات على مستوى واسع بين المجموعات البشرية منذ 150 ألف سنة". ويأتي اكتشاف هذه المغارة في سياق برنامج لفريق دولي مكون من باحثين متخصصين في علم الآثار من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة" Aix-Marseille بفرنسا، وجامعة أريزونا بالولايات المتحدةالأمريكية، وباحثين آخرين من ألمانيا وصربيا وإسبانيا ومن دول أخرى، يقومون بالتنقيب في كهف "بزمون" منذ 2014. ويبلغ عمق كهف بزمون، الذي نظمت إليه جمعية موكادور جولة استكشافية، حوالي 20 مترا وعرضه 6 أمتار، وتم العثور عليه عام 2004 خلال مسح لمنطقة الصويرة، وخضع لأعمال تنقيب تجريبية محدودة بين عامي 2007 و2008، إلى أن توسع البحث ونطاق الحفريات بعد عام 2014.