ضربة موجعة تلو أخرى، وقرار مفاجئ بإغلاق الحدود الجوية أمام السائح الأجنبي، والمدن الداخلية أمام الزبون المغربي ومغاربة العالم، يمحوه قرار آخر فيصاب اقتصاد مدينة مراكش القائم على القطاع السياحي، الذي يقترب من الاحتضار.. هذه هي عناوين معاناة آلاف المستخدمين، ومئات المهنيين من فندقيين وأصحاب وكالات الأسفار وكراء السيارات والنقل السياحي، ومهن أخرى مرتبطة بشكل جذري بهذا القطاع. وأجمع مهنيو القطاع السياحي بمدينة مراكش، في لقاء نظم الثلاثاء، على المطالبة بفتح الحدود الجوية، وتنزيل مضامين العقد البرنامج، وإشراكهم في القرارات التي تتخذ بخصوص قطاعهم، واعطاء العناية المستحقة للسياحة ببهجة الجنوب، التي تتضمن 240 مؤسسة فندقية، و1500 دار للضيافة، معظمها توقف خلال الجائحة. وأعربت الفعاليات المهنية ذاتها عن استيائها من طريقة الإعلان عن القرارات الحكومية المتعلقة بإغلاق الحدود الجوية مع بلدان أجنبية، مثلما وقع مع المملكة المتحدةوألمانيا وهولندا، بالإضافة إلى كيفية تدبير جواز التلقيح الذي تسبب في "قلق عام" لدى السياح. وخلال هذا اللقاء الذي جمعهم مع وسائل الإعلام، وجه المتدخلون من مهن سياحية عدة ملتمسهم إلى ملك البلاد لإنقاذهم من القرارات العبثية، التي تصدر عن حكومة يفترض فيها أنها تمثل الملك، مؤكدين أنهم لم يعد باستطاعتهم تحمل نتائجها المؤلمة. واستدلوا على ذلك بقرار إغلاق الحدود الجوية مع ألمانيا وهولندا وبريطانيا، التي تشكل أكبر سوق للسياحة المغربية، ونقل الدورة 24 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية، التي كانت ستعقد بمدينة مراكش، إلى العاصمة الإسبانية مدريد حيث يوجد مقرها الرئيسي. وجه العبث الذي يصعب على الفهم، يضيف مهنيو القطاع السياحي بمراكش، هو الترخيص بتنظيم حفل ضم حوالي 500 شخص بعاصمة النخيل، أسابيع قبل قرار إغلاق الحدود الجوية أمام الدول الثلاث، في وقت تمكن المغرب من تلقيح نسبة كبيرة من المواطنين المغاربة، مؤكدين أن هذه القرارات اللامسؤولة تفقد الثقة بالمملكة المغربية كوجهة سياحية. وأوضح ممثلو الهيئات التي حضرت هذا اللقاء أن صبر المهنيين نفد، وأنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، خاصة بعد قرار الإغلاق الأخير، الذي جاء في تدوينة لمديرة شركة للطيران على منصة التواصل الاجتماعي، مما أربك كل تدابيرهم، التي كانت تصب في استقبال أفواج كبيرة من السائحين البريطانيين وغيرهم، والذين يعدون من أفضل الزبائن، كما فاجأ ذلك شركة الطيران والسفارة البريطانيتين. وأكد مهنيو القطاع السياحي أن وطنيتهم جعلتهم ينخرطون في مواجهة الجائحة، منذ بدايتها، بالمساهمات المادية، والحفاظ على المستخدمين الذين يفوق عددهم 500 ألف، والذين ظلوا يتلقون أجورهم، خدمة للسلم الاجتماعي، في الوقت الذي تتعرض مؤسساتهم للتهديد بفعل القرارات الفجائية بإغلاق الحدود مع انطلاق كل انطلاقة طيلة عام ونصف، كانت فيها الحدود الجوية لتركيا ومصر وإسبانيا واليونان وغيرها من الدول المنافسة للوجهة المغربية مفتوحة أمام زبناء المغرب، بسبب فقدان الثقة في قرارات الحكومة المغربية.