تطالب فعاليات مهنية الحكومة المغربية بإزالة "قيود كورونا" بصفة نهائية بعد فرض جواز التلقيح على المواطنين؛ وذلك من أجل إنعاش قطاع السياحة المتضرر من تداعيات الجائحة منذ أزيد من سنة ونصف السنة. وأعربت الفعاليات المهنية ذاتها عن استيائها من طريقة الإعلان عن القرارات الحكومية المتعلقة بغلق الحدود الجوية مع بلدان أجنبية، مثلما وقع مع المملكة المتحدةوألمانيا وهولندا، بالإضافة إلى كيفية تدبير جواز التلقيح الذي تسبب في "قلق عام" لدى السياح. وبالنسبة إلى لحسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، فإن "قرار إجبارية التلقيح مرحب به من لدن المهنيين؛ لكن الإشكال الحقيقي يتمثل في غلق الأجواء مع بعض الدول بشكل فجائي، ما يتسبب لنا في خسائر مادية بسبب إلغاء الحجوزات". وأورد زلماط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المهنيين تعودوا على الاشتغال بجواز التلقيح؛ لكن المشكل في طريقة تدبير القرارات الصحية بصفة عامة، ضمنها هذا القرار نفسه، لأن القرارات التي تسوقها وزارة الصحة لتبرير الإجراءات تكون أسوأ من التدبير عينه". وشدد الفاعل السياحي على أن "السياح المنتمين إلى ألمانيا وإنجلترا وهولندا يمكنهم الولوج إلى المغرب عبر دول أوروبية أخرى، ما يطرح تساؤلات بشأن طريقة تفكير السلطات العمومية، لأن جل بلدان العالم تكيّفت مع الطارئ الصحي، واتجهت صوب الفتح الشامل للفضاءات العامة". ونبه المتحدث كذلك إلى "الوضعية الاقتصادية المتأزمة لمهنيي قطاع الصحية منذ سنتين"، داعيا السلطات العمومية إلى "فتح الأماكن العمومية وتمديد توقيت الإغلاق الليلي إلى ساعة متأخرة بعد إلزامية جواز التلقيح؛ لأن الغرض منه يتمثل في العودة إلى الحياة الطبيعية". من جهته، قال حسن المرزوقي، فاعل سياحي بجهة سوس-ماسة، إن "مرسوم حالة الطوارئ الصحية هو القانون المنظم لحياة المواطنين في ظل الجائحة العالمية؛ لكن النقاش مطروح بخصوص مدى صحة تلك الإجراءات، إذ إنه يبقى تقديرا خاصا بالحكومة". وأضاف المرزوقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السياحة تضررت كثيرا من الجائحة منذ بزوغ الجائحة طيلة سنة وتسعة أشهر"، ثم زاد بالشرح: "القطاع السياحي يعاني كثيرا على الصعيد الاجتماعي؛ لكن هناك تحركات حكومية لتسويق المنتج السياحي في الفترة الأخيرة". وتابع المتحدث بأن "الإجراءات الحكومية ينبغي وضعها في السياق الصحي العالمي، خاصة في ظل المتحورات الفيروسية الحالية؛ ما يتطلب ضرورة تسريع التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية"، مبرزا أن "الفترة الصيفية المقبلة ستكون فرصة لتحقيق الانتعاشة".