شرعت الوحدات والمنتجعات السياحية المغربية في توديع الأزمة الناجمة عن التداعيات السلبية لجائحة كورونا، التي تسببت في تكبد القطاع خسائر مالية كبيرة منذ نهاية شهر مارس 2020. وتستعد الوحدات السياحية لاستقبال مزيد من الأفواج السياحية، بالموازاة مع الارتفاع المتواصل لعدد الرحلات الجوية التي تربط أسواق أوربا وآسيا بالمدن السياحية المغربية، إذ اعتبر مصدر من وزارة السياحة أن كافة المؤشرات المتوفرة حاليا تؤكد خروج القطاع من الأزمة التي ظل يتخبط فيها طوال 15 شهرا متواصلة. وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الاستعدادات الجارية لتعميم جواز التلقيح وتخفيف القيود ستساهم بشكل كبير في مواصلة الانتعاش الذي تعيشه الوحدات السياحية الوطنية. وقال الخبير المغربي في مجال السياحة الزبير بوحوت إن عدد الرحلات الجوية بالمطارات المغربية، وخاصة الجنوبية، يشهد نموا مضطردا ومتسارعا، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على نسب تشغيل الفنادق المتمركزة في المدن السياحية الكبرى. وأوضح بوحوت، في تصريح لهسبريس، أن السلطات المشرفة على القطاع السياحي تتوقع ارتفاع عدد الرحلات الجوية الرابطة بين الأسواق السياحية الأوربية ومدينة مراكش إلى ما يزيد عن 650 رحلة في الأسبوع، وهو الرقم المرشح للارتفاع في الأيام القليلة الماضية. وتابع الخبير المغربي في القطاع السياحي في التصريح نفسه: "خلال الأسبوع الماضي بلغ عدد الرحلات الجوية بمطار المنارة لمدينة مراكش ما يقارب 600 رحلة، وهو العدد الذي كان لا يتجاوز 15 رحلة أسبوعية في منتصف شهر يونيو الماضي، وهو ما يعكس الحركية الكبيرة التي يعرفها الإقبال على المنتج السياحي الوطني". وأكد المتحدث ذاته "نجاح المغرب في محاصرة تفشي كورونا في الشهور الماضية، وانخفاض عدد الإصابات بكوفيد إلى مستويات جد متدنية، وتعميم اللقاح ضد كورونا بمجموع التراب الوطني". وخلص الخبير إلى أن "هذه عوامل ساهمت في بث الطمأنينة في نفوس السياح الأجانب الراغبين في قضاء عطلهم بالمنتجعات السياحية، خاصة بالنسبة لوجهة الجنوب بشكل عام ومراكش بشكل خاص".