لا يزال التلميذ رضى بوليد جالسا في بيت أسرته محروما من متابعة دراسته التي استأنفت قبل 10 أيام بمؤسسة "لوبوتي كوليج" الفرنكوفونية، الواقعة بالرباط، بعد أن رفضت إداريو "الكوليج" تنفيذ قرار المحكمة الابتدائية بالعاصمة القاضي بتسجيل رضا، الذي طاله "طرد" السنة الماضية، تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 100 درهم عن كل يوم تم التأخر فيه عن التنفيذ مع تحميل الصائر. استياء كبير لدى أسرة بوليد وجمعية آباء وأولياء وتلاميذ "le petit college" أثاره رفض هذه الأخيرة قرار المحكمة، الذي حصلت هسبريس على نسخة منه، وهو القاضي بتسجيل التلميذ رضا يتعليل يورد أحقية التعليم كحق دستوري من جهة، وكحق إنساني بصفة واقعية وقانونية، معتبرا أن منع "لوبوتي كوليج" للتلميذ من مواصلة دراسته لا يستند على أي مبرر قانوني. وتلجأ بعض الأسر المغربية العائدة من المهجر، بعد قرارها الاستقرار في المغرب، إلى تسجيل أبنائها ببعض المؤسسات التعليمية التي تتمتع بمواصفات المدراس الفرنكفونية التي تعتمد مناهج أجنبية في التدريس؛ إذ تعتبر "لوبوتي كوليج" المؤسسة التعلمية الوحيدة (ابتدائي وإعدادي وثانوي) التي تستقبل طلبات التسجيل، وفقا لمصدر مطلع، إضافة إلى تدريسها لأبناء الموظفين والأطر بالسفارات الأجنبية المعتمدة بالمغرب، خاصة منها الافريقية. عبد الناصر بوليد، والد التلميذ رضا ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة المذكورة، عبر عن استنكاره الشديد، في تصريح لهسبريس، لقرار طرد ابنه من المؤسسة نهاية العام الماضي "بدون أي مبرر"، مضيفا "اللهم إن كان السبب هو إقدامنا على تأسيس جمعية لأباء وأولياء التلاميذ وكشفنا للاختلالات الرهيبة التي تعيشها المؤسسة"، وهو ما يثير مخاوف إدارة "لوبوتي كوليج" "التي لم تسمح أبدا بتأسيس جمعيات من ذاك القبيل" على حد تعبير عبد الناصر. واتهم المتحدث، وهو المقاول العائد مع أسرته من كندا قبل 3 سنوات، مديرة المؤسسة باحتكار تسيير المؤسسة، الذي وصفه بالتسيير الفوضوي ويعيش حالة من الاكتظاظ (أزيد من 450 تلميذ) "دون مراعاة الكرامة وشروط السلامة"، مضيفا أنها تعيش على وقع تخبط في التدبير التربوية والتعليمي، "السنة الماضية نجح 15 تلميذا فقط من أصل 50"، مضيفا "هناك بعض الأسر اضطرت إلى الإبقاء على أبنائها في المنازل وأخرى رجعت إلى المهجر بعد أن فقدت الأمل في تدريس أبناءها هنا في وطنها". عبد الناصر سبق له أن تقدم في فبراير من السنة الجارية بشكوى ضد بعض مسؤولي المؤسسة بسبب العنف الذي تعرض له ابنه، حيت تنازل عنها مقابل توقيع التزام من طرف المؤسسة، يوضح المقاول القادم من كندا، قبل أن يتفاجأ نهاية الموسم الدراسي الماضي بإقدام الإدارة على طرد ابنه، "الأمر الذي يهدد مستقبل ابني الدراسي لقاء غياب أي مؤسسة مماثلة في الرباط"، وهو الأمر الذي دفع بجمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة إلى معاتبة الوفا على "المماطلة والتجاهل"، على حد تعبير بوليد. هسبريس انتقلت إلى مقر "لوبوتي كوليج"، المتواجد داخل حي ضيق بالرباط، من أجل الاستماع إلى رأي إدارتها في الموضوع، والتقت مديرتها إيديث كتاني، لكن الأخيرة امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح، مبررة ذلك ب"أوامر" محامي المؤسسة الذي لجأ إلى عبارات سب بعد محاولة هسبريس أخذ رأيه عبر الهاتف. في السياق ذاته، قال رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ "لوبوتي كوليج" إن لقاء جمعهم السنة الماضية بوزير التربية الوطنية، محمد الوفا، بعد مراسلات تطالبه بالتدخل لحل مشكلهم، موضحا أن الوفا وعدهم برفع دعوى قضائية ضد المؤسسة المذكورة في حالة استمرار الأوضاع كما هي، "اقترح علينا أيضا البحث عن مقاول من أجل تأسيس مؤسسة مماثلة بالرباط". هذا فيما تطالب الجمعية بإرجاع التلميذ رضا إلى الدراسة بالمؤسسة المذكورة، والبحث العاجل عن سبل إنشاء مؤسسة تعليمية "ترقى لمستوى أبناء المهاجرين المغاربة العائدين إلى وطنهم من أجل الاستثمار"، لغرض إنهاء ما أسموه "احتكار مديرة المؤسسة غير المفهوم والمسكوت عنه للتعليم الفرنكفوني لأبناء الجالية العائدة إلى المغرب بالرباط".