ملفات عديدة عالقة توجد على مكتب الوزيرة الجديدة لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية، تنتظر التفعيل الإداري والمالي في ظل الاحتقان السائد وسط مهنيي الصحة إزاء "التباطؤ" في تنفيذها على أرض الواقع. وتراهن الفعاليات الصحية على التجربة الإدارية التي راكمتها نبيلة الرميلي من أجل إخراج القطاع من وضعه "الهش"، خاصة أنها تدرجت في مختلف المناصب الممكنة داخل وزارة الصحة؛ ما يجعلها على اطلاع تام على الإشكالات الكبرى القائمة بالمجال الصحي. وتطالب الهيئات الصحية بصرف "منحة كوفيد" في الأسابيع المقبلة، جاعلة إياها الأولوية الأولى لوزيرة الصحة الجديدة، اعتبارا للتأخر الحاصل في صرفها منذ أشهر عديدة، إلى جانب فتح باب الحوار الاجتماعي المتوقف بسبب تداعيات الجائحة. ضعف التحفيزات الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، قال إن "مطالب المهنيين تتوزع بين تحسين الخدمات والاعتناء بالموارد البشرية وإعادة النظر في معايير التعيينات"، مؤكدا أن "نجاح نبيلة الرميلي في تدبير قطاع الصحة بجهة الدارالبيضاء الكبرى المعقدة سيساعدها في حلحلة المشاكل الأساسية". وأضاف كروم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قطاع الصحة يعاني اختلالات كبرى بشهادة المواطنين والمهنيين، وهي الاختلالات التي عمقتها الجائحة العالمية؛ ما يتطلب ضرورة العمل على تحفيز الأطباء والممرضين والتقنيين لمواصلة الجهود الوطنية الرامية إلى العودة للحياة شبه الطبيعية". وأوضح الفاعل الصحي أن "الوزيرة الجديدة عليها تطبيق بنود دستور المملكة، لا سيما ما يرتبط بربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث يتم إعفاء العديد من المسؤولين دون التحقيق في مكامن تلك الاختلالات"، معتبرا أن "الملف المطلبي مجمد منذ 10 سنوات، ويشمل رفع تعويضات المهنيين ورفع الطاقة الاستيعابية للمعاهد والكليات وإخراج القوانين العالقة". غياب الحوار فيما دعا محمد الوردي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، إلى "تفعيل الحوار الاجتماعي الغائب بين وزارة الصحة والهيئات القطاعية، بغرض التداول في جميع المشاكل التي تؤرق المهنيين طيلة السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد بالبلاد". وأشار الوردي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى "قطاع الصحة يعرف مشاكل كثيرة ظلت متراكمة منذ سنين، بسبب تباطؤ الحكومات السابقة في معالجتها؛ ما أدى إلى ظهور نقاط سوداء في المجال الصحي، ينبغي العمل على حلحلتها خلال أقرب وقت". وطالب الفاعل الصحي الوزيرة الجديدة ب"تطبيق الوعود الواردة في البرنامج الانتخابي الخاص بالحزب الذي تنتمي إليه (التجمع الوطني للأحرار)؛ لأن المواطنين يترقبون بشدة الإجراءات الحكومية التي سيتم اتخاذها في القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة".