في خطوة تعتبر الأولى من نوعها بالجنوب المغربي، أقدم مجموعة من الشباب بمدينة كلميم على تأسيس مبادرة "رفق" للاعتناء بالقطط والكلاب الضالة. وتروم هذه المبادرة الشبابية توفير المأوى والمأكل والرعاية الصحية لأكبر عدد ممكن من الكلاب والقطط، بهدف نشر وعي الرفق بالحيوانات في المجتمع. وحول هذه البادرة الإنسانية، قالت حنان الرماش، العضو المؤسس لرفق، في تصريح لهسبريس، إنها تأتي كخطوة ميدانية لإنقاذ الحيوانات بمدينة كلميم بعد إطلاقها رفقة مجموعة من أصدقائها الذين تتشارك معهم فكرة إيواء حيوانات الشارع. وأوضحت المتحدثة ذاتها أن فكرة إخراج المبادرة إلى أرض الواقع قبل شهرين مرت بثلاث مراحل، ابتدأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت المنصة الأولى لتحديد موعد التأسيس الفعلي الذي تلته مباشرة خرجات ميدانية لإطعام وتطبيب الكلاب والقطط. وعن العراقيل التي واجهت هذا النشاط التطوعي، قالت حنان الرماش إنها تتلخص بالخصوص في غياب مصادر الدعم الذي لا يتعدى مساهمات المعارف فقط، إضافة إلى قلة عدد المتطوعين، فضلا عن الوعي المجتمعي الذي لا يزال غير متقبل لفكرة تأسيس هيئة تهتم بالحيوانات؛ وهو ما تترجمه التعاليق المحبطة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر غالبيتها أن الرفق بالإنسان أولى من الحيوان. "أما بالنسبة إلى الأهداف الرئيسية المسطرة لدى أعضاء المبادرة إلى جانب إطعام وإيواء وتطبيب حيوانات الشارع، فتروم بالأساس إلى نشر الوعي المجتمعي حول الرفق بالحيوانات خاصة في صفوف الأطفال؛ وهو الهدف الذي سنعمل على بلوغه بعد تأسيس جمعية تمكننا من تنظيم حملات تحسيسية بالمدارس"، تضيف المتطوعة نفسها. وأكدت عضوة "رفق" أن المبادرة تضع نصب أعينها مجموعة من التطلعات؛ من أبرزها التعريف ببوابة الصحراء المغربية على المستويين الوطني والدولي، من خلال مجال الرفق بالحيوان الذي أضحى من بين المجالات التي تعرف اهتماما كبيرا على المستوى العالمي. وأشارت حنان الرماش إلى أن هذا الأمر لن يتأتى سوى بتضافر جهود السلطات والمجلس الجماعي وفعاليات المجتمع المدني وكل من له نية المساهمة في تغيير الصورة النمطية في التعامل مع الحيوانات الضالة التي تعاني من مختلف أنواع العنف. واستحضرت مصرحة هسبريس، في ختام حديثها، وصايا الدين الإسلامي بضرورة الرفق بالحيوان، داعية الجميع كل من موقعه إلى الاعتناء بكافة أنواع الحيوانات لما لهذه السلوكات من إشارات إنسانية مهمة وأجر كبير لدى الخالق عز وجل.