أشاد عبد الكريم بنعتيق الأمين العام للحزب العمالي بنتائج الانتخابات التشريعية الجزئية التي جرت يوم الجمعة الماضي في الدوائر الانتخابية المحلية "آسفي الجنوبية" و"جليز النخيل"، واعتبرها خطوة إضافية في طريق النضال من أجل ترسيخ التحول الديمقراطي في المغرب. "" وأكد بنعتيق في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن استرجاع حزبه لمقعده في الدائرة الانتخابية المحلية "آسفي الجنوبية" تعكس مدى تمسك الناخب المغربي بخيارات حزبه وتوجهاته، وقال: "لقد استرجع الحزب العمالي المقعد الذي كان أصلا من نصيبه في انتخابات شتنبر من العام الماضي، وهذا تأكيد على أن الجماهير في تلك المنطقة من المغرب مرتبطة بالحزب العمالي بالنظر إلى أننا ندافع بإخلاص عن وضعيتهم اليومية المعيشية، ونحن لم نفاجأ بإعلان فوز ممثل الحزب العمالي أحمد العجيلي، فتواجدنا على الأرض ليس عابرا ولا مرتبطا بالمواعيد الانتخابية وإنما كنا قبل الانتخابات وأثناءها وسنظل نعمل بعدها من خلال معايشة يومية لمشاغل المواطن". وأشار بنعتيق إلى أن الحزب العمالي يتعاطى مع القضايا التي يعيشها سكان "آسفي" بواقعية المناضل الديمقراطي المؤمن بأن الديمقراطية ليست هبة وإنما هي انجاز نضالي مستمر، وقال: "نحن ندرك أن جهة آسفي منطقة غنية بالثروات الطبيعية والبحرية منها على وجه الخصوص، ونعرف أنها تعرضت للحصار لمدة سنوات طويلة لأنها مدينة معروفة بمناضليها التقدميين، ومع مرحلة العهد الجديد فإن هذه المنطقة تتلمس طريقها لأن تكون جزءا من عملية ديمقراطي حقيقي، ونحن نعتقد أن الديمقراطية ليست عملا من فوق ولا هدية يمكن منحها أو حجبها، وإنما هي تحول تدريجي يأتي من خلال النضال اليومي والمعايشة المستمرة لمشاغل الناس وهمومهم، والعمل على الأرض". وقلل بنعتيق من أهمية الحديث عن أن منطقة آسفي تتعرض إلى نهب من جهات نافذة في السلطة، كما تردد ذلك بعض الأصوات الحقوقية الناشطة في تلك المناطق، وقال: "لا أعتقد أن مصطلح "النهب" يمكن استخدامه للتعبير عن حالة سكان آسفي، فهذه منطقة فيها مناضلون يعملون على أرض الواقع كغيرهم من المناضلين في باقي المدن المغربية، ونحن ضد السوداوية في التعامل مع الأشياء، نحن نؤمن بأن هامش النضال والديمقراطية يتسع من خلال العمل اليومي الدؤوب وليس من خلال التمني أو من فوق، ولذلك نحن عندما نكتشف تجاوزات في مجال حقوق الإنسان نكشفها من الداخل ونعمل على إزالتها في إطار إيمان بقدرة النضال الديمقراطي على الانجاز". على صعيد آخر نفى بنعتيق أن يكون لدى الحزب العمالي أية مخاوف من نجاح حزب الأصالة والمعاصرة حديث التأسيس في الفوز بمقعد في هذه الانتخابات، لكنه أكد رفضه استخدام مؤسسات الدولة أو المال العام من أجل تغيير الخارطة السياسية، وقال: "نحن لسنا ضد أي حزب يريد أن يمارس العمل السياسي وفق أصوله القانونية والسياسية والديمقراطية على أسس تنافسية شريفة، لكن أن يكون حزبا مدعوما من جهات نافذة في الدولة أو يستخدم المال لترجيح كفته، فهذا أمر نرفضه وسنحاربه طالما أننا نعمل في الحقل السياسي، وسنرفض أي دعم رسمي لأي حزب دون آخر، لأن الحقل السياسي يجب أن يكون مبنيا على مرجعية دستورية واضحة وخاضعة لقانون الأحزاب"، على حد تعبيره.