يثير انتخاب عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار المكلف من قبل الملك لتشكيل الحكومة، على رأس مجلس جماعة أكادير تساؤلات من قبل بعض المراقبين بشأن إمكانية التوفيق بين المهمتين المذكورتين سلفا؛ بينما لا يمنع القانون أخنوش من المزج بين رئاسة الحكومة وترؤس جماعة أكادير. وانتخب عزيز أخنوش، وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار في أكادير، رئيسا لمجلس جماعة "عاصمة سوس"، وفي الوقت نفسه هو مكلف من قبل الملك محمد السادس من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. وتمثل حالة أخنوش سابقة من نوعها في المغرب أن يكون رئيس الحكومة منتخبا على رأس مجلس جماعة. وحسب المادة ال32 من القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني لأعضائها، فليس هناك تناف بين الوظيفة الحكومية ورئاسة مجلس الجماعة. وبالتالي، فالجمع بين الصفتين يظل من الناحية القانونية ممكنا. وتبرز المادة القانونية ذاتها أن "التنافي حسب القانون يتعلق بالجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجهة، والوضعية في البرلمان والحكومة"؛ وبالتالي لا يطرح الجمع، في حالة عزيز أخنوش، بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجماعة أي إشكالات قانونية ودستورية. ووفقا للنص القانون التنظيمي المذكور في مادته ال13 (الفقرة الثانية)، فإن العضوية في مجلس النواب تتنافى مع رئاسة جهة، ومع رئاسة مجلس جماعة أو إقليم، ومع رئاسة مجلس كل جماعة يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة. ويطمح أخنوش، من خلال ترؤسه جماعة أكادير، إلى تنزيل الرؤية الملكية في حاضرة "سوس"؛ من خلال مواكبة برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، البرنامج المهيكل "الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدينة وتعزيز دورها كقطب اقتصادي مندمج وكقاطرة للجهة ككل". ويهدف برنامج التنمية الحضرية لأكادير، الذي تناهز كلفته 6 مليارات درهم، إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية، والرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، لا سيما الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بها. وكان أخنوش قد أكد، في تصريح لهسبريس، أنه لاحظ، في الجولات التي قام بها إلى مختلف أحياء مدينة أكادير خلال الحملة الانتخابية، أن المدينة "تعاني من نقص كبير وضيعت عشر سنوات". وسجل رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن مدينة أكادير تعاني من نقص على جميع المستويات، "فعندما تدخل إلى الأحياء تجد أنها تفتقر إلى التنظيم وإلى الفضاءات الخضراء، والفنادق المطلة على البحر في حالة صعبة"، ذاهبا إلى القول إن المدينة "فقدت هويتها". وشدد خنوش إلى أن أكادير تعاني من مشاكل ثقافية، على الرغم من أن فيها خزانا ثقافيا أمازيغيا وغير أمازيغي مهم؛ "ولكن ليس هناك من يعمل على أن ينبثق هذا الخزان إلى الوجود"، مضيفا: "نريد أن تكون مدينة للشباب وترجع لماليها الذين لهم غيرة على المدينة ويريدون تغيير وضعها نحو الأفضل".