تعقد الجمعيات الرياضية بمدينة خريبكة آمالها على المجلس الجديد للجماعة الترابية للمدينة ذاتها، متمنية أن يحظى القطاع الرياضي باهتمام مدبري الشأن المحلي الذين أفرزتهم الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، من أجل تلبية حاجيات الممارسين والمشتغلين في المجال الرياضي، عبر إنشاء مشاريع ووضع برامج واعتماد إستراتيجيات تجعل من الرياضة وسيلة للتنمية المستدامة. وإذا كان الدعم المالي الذي تقدمه المجالس المنتخبة للجمعيات الرياضية يساهم، إلى حد ما، في تلبية حاجة الجمعيات إلى الموارد المالية اللازمة لتنظيم أنشطتها، فإن الجمعيات الرياضية بمدينة خريبكة ترفع سقف الانتظارات والطموحات، وتنتظر من المجلس الجديد تحقيق مجموعة من المطالب التي تهدف إلى تنمية القطاع الرياضي بالمدينة. انتظارات وطموحات جمعيات رياضية المصطفى شتوان، رئيس فيدرالية الجمعيات الرياضية لكرة القدم بخريبكة، قال إن "انتظاراتنا وطموحاتنا كبيرة، خاصة بعد تصريح رئيس المجلس الجديد الذي أكد، يوم انتخابه، أنه سيعمل مع جمعيات المجتمع المدني للنهوض بمجالات عديدة؛ من ضمنها الرياضة بالمدينة". وأضاف شتوان أن "الجمعيات الرياضية تتمنى أن تجد الآذان الصاغية للمضي قدما نحو الهدف الأسمى المتمثل في رجوع خريبكة كمدينة رياضية بامتياز، بتعاون مع الشركاء من المؤسسات والمجالس المنتخبة". وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "للفيدرالية ملفا مطلبيا ومقترحات ومشاريع واضحة جاءت نتيجة اجتماعات ولقاءات تواصلية مع الجمعيات المنخرطة، تفاعلا مع المعاناة التي يعيشها شباب المدينة في المجال الرياضي بسبب الغياب التام لملاعب القرب وفضاءات الأنشطة الرياضية وملء أوقات الفراغ للابتعاد عن كل السلوكات المنحرفة". وعن مسؤولية للجمعيات في الرفع من مستوى الرياضة عوض الاكتفاء بإلقاء اللوم على المسؤولين عن تدبير الشأن الرياضي، أكد شتوان أن "الفيدرالية تهدف إلى الترافع عن الرياضة المحلية، من خلال دعم الجمعيات الرياضية للقيام بأنشطة هادفة. كما أن دورها يتجلى في بلورة وأجرأة المشاريع الرياضية والوقوف على سيرورتها بالمواكبة والتتبع، في إطار تشاوري مع المؤسسات المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة وخلق جو صحي للممارسة الرياضة لفائدة الناشئة". وعن انتظارات الجمعيات الرياضية من المسؤولين عموما، والمجلس الجديد بشكل خاص، أشار المصطفى شتوان إلى ضرورة "توفير الفضاءات الرياضية، وتزويد الجمعيات بالمعدات الرياضية، وتنظيم ورشات تكوينية لفائدة أعضاء الجمعيات من مدربين وكتاب عامين وأمناء..."، مضيفا أن "المهرجانات والدوريات واللقاءات الرياضية المنظمة من طرف القطاع الوصي بشكل مستمر يشكل فرصة حقيقية لاكتشاف المواهب وتعزيز الفرق الوطنية والمنتخب بطاقات جديدة". وشدد رئيس فيدرالية الجمعيات الرياضية لكرة القدم بخريبكة على أن "الجمعيات الرياضية في هذه المدينة نظمت، خلال الثلاث سنوات الأخيرة وفي مناسبات وطنية سابقة ، بأنشطة رياضية عديدة ودوريات في كرة القدم؛ من أجل التحسيس وترسيخ قيم المواطنة ونشر ثقافة الاعتراف لدى مختلف الفئات العمرية، وتحديدا في نفوس الأطفال والشباب". وزاد المتحدث ذاته إن "الأنشطة التي قامت بها الجمعيات الرياضية استهدفت جميع الفئات العمرية وبموارد ذاتية بسيطة، ورغم الظروف الاستثنائية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا، حيث حرصت على تسجيل مبادرات إيجابية وهادفة؛ كدوري السلامة الطرقية باعتباره وسيلة للتحسيس بمخاطر الطريق، ودوريات لتكريم نجوم كرة القدم بالمدينة، وتطعيم الفريق الأم أولمبيك خريبكة بمواهب جديدة، وتنشيط المدينة بالقيام بعدة مهرجانات رياضية". دعم مالي ومشاريع ميدانية عبد الكريم فاسيني، نائب رئيس المجلس الجديد للجماعة الترابية لخريبكة، قال إن "التفصيل في تصور المجلس الجديد في المجال الرياضي لا يمكن في الوقت الراهن، لأن انتخاب المجلس الجديد تم قبل أيام قليلة فقط، لكن المشاريع التي تهم هذا المجال ستندرج بالتأكيد ضمن المخطط الجماعي، كما سيتم الاستمرار في المشاريع التي انطلقت في وقت سابق، خاصة ما يرتبط بالشراكات التي تهم القطاع الرياضي". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "حسب التصور الشخصي، سيتم استكمال المشاريع المندرجة ضمن اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي ووزارة الشباب والرياضة وصندوق التجهيز الجماعي، من أجل إنشاء 31 ملعبا للقرب بالجماعات القروية، وإنشاء ملعبيْن بالملعب البلدي لخريبكة"، موضحا أن "الصفقة الخاصة بالمشروع تمت؛ لكن الشركات طالبت بأكثر من الميزانية المرصودة". وأضاف عبد الكريم فاسيني أنه يتصور، من موقعه في المجلس الجديد، أن يتم "تعزيز الشريط بمدخل خريبكة في اتجاه الدارالبيضاء بمجموعة من ملاعب القرب وفضاءات للترفيه والألعاب..."، مشيرا إلى أن "المجلس الجماعي الجديد سيعمل على إخراج الاتفاقيات المبرمة في أوقات سابقة إلى حيز الوجود، خاصة تلك التي صادق عليها المجلس الإقليمي خلال الولاية السابقة". وشدد المتحدث ذاته ضمن التصريح ذاته على أن "المجلس الجديد سيواصل الاشتغال في إطار اتفاقية الشراكة مع المؤسسات التعليمية، من أجل إنشاء وإعداد الفضاءات الرياضية بالثانوية التأهيلية ابن عبدون والثانويات الإعدادية الإمام مالك وابن خلدون والمسيرة"، إضافة إلى "إنجاح مشروع تشييد ملاعب أمام الكلية متعددة التخصصات من طرف المجمع الشريف للفوسفاط، والعمل على إحصاء وتحديد مختلف الأماكن التي يمكن استغلالها في مشاريع رياضية لفائدة الشباب". وبعدما أشار نائب رئيس المجلس الجديد للجماعة الترابية لخريبكة إلى أن "المشاريع المذكورة ستتم إلى جانب الدعم الذي تتلقاه الجمعيات"، أكد أن "المجلس سيحرص على اعتماد المقاربة التشاركية مع الجمعيات الرياضية الجادة بالمدينة، وسيحرص على تغيير الصورة النمطية المرتكزة على تقديم الدعم المالي فقط إلى صيغة الاشتغال مع الجمعيات وفق شراكات تعتمد على إنجاز مشاريع مضبوطة وقابلة للتفعيل على أرض الواقع".