يستعد الكاتب المغربي الفرنكوفوني عبد الله طايع، المعروف بمثليته الجنسية، للمشاركة بفيلمه السينمائي الجديد "جيش الإنقاذ"، المقتبس عن روايته "لارمي دو سالي" L armée du Salut المنشورة سنة 2006، في مهرجانيْن دوليين هما البندقية بإيطاليا وتورنتو بكندا، حيث يمثل المغرب في هذه المهرجانات السينمائية الدولية. وفي حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال طايع إن فيلمه الجديد "يحكي عن طريقة تعامل المغرب مع أبنائه ومواطنيه بمجرد ما يعبرون عن اختلافهم عن الآخرين، أو بمجرد ما يرغبون في الذهاب إلى الخارج لإعادة اكتشاف الذات والحياة". وتابع طايع إن بطل الفيلم، الذي قام بدوره الممثل الشاب سعيد مريني إلى جانب الفنان أمين الناجي الذي لعب دور الأخ الأكبر للبطل، لديه 15 عاما فقط، وهو مثلي الجنس، ويعيش في حي شعبي وفقير بالدارالبيضاء، واسمه عبد الله"، ما يعني أن هذا الفيلم أشبه بسيرة ذاتية للكاتب نفسه. وزاد المخرج بأن الفيلم يعالج حياة هذا الشاب الذي يواجه الحقيقة المغربية الصعبة في أسرته وفي الشارع أيضا، حيث لا يتوفر على خيارات كثيرة أمامه مثل الكثير من المغاربة سوى التذاكي "مطوّر" من أجل الفرار بجلده، فهو إما يعمد إلى الاختباء، أو التلاعب بالآخرين في انتظار أن يتم إنقاذه يوما ما، فهو ليس بطلا مؤدبا ولا ضحية أيضا". وأردف طايع، وهو من أبناء مدينة سلا، بأن "الفيلم يتطرق إلى العلاقات التي يتخذها المغاربة فيما بينهم خلال حياتهم اليومية، فكل شيء يُشاهد لكن لا شيء يُقال"، مبرزا أن "شخصا مختلفا ومثليا هو أفضل طريقة ممكنة لتحليل هذه العلاقات الجنسية لدى المغاربة". واسترسل المتحدث بأنه حرص على أن يكون تمثيل المغرب في هذا الفيلم عادلا وصائبا قدر الإمكان: "راقبتُ جميع تفاصيل الفيلم، واخترتُ بنفسي جميع الممثلين المشاركين والديكورات والأزياء"، مبديا أمنيته بأن "الذين سيهاجمون فيلمه الأول بسبب موضوعه الحساس أن يعترفوا على الأقل بمدى دقة تمثيل الواقع المغربي المعايش في أحداث ومجريات هذا الفيلم". ولفت طايع إلى أن "الشريط يتحدث عن المغرب، وهو مُستمَد من الحياة الشعبية والفقيرة في البلاد، ويتطرق إلى موضوع يعد من الطابوهات المسكوت عنها، وهو المثلية الجنسية، لكنه يظل رغم ذلك واقعا موجودا في المغرب في مختلف طبقاته الاجتماعية". وحول مسألة الترخيص لبث فيلمه "جيش الإنقاذ" داخل البلاد، قال طايع إنه يتمنى من قلبه الترخيص لفيلم حتى يتم عرضه على الشاشات المغربية، ف"أنا لا أرغب في أن أتسبب بالأذى لأي كان، ولكوني فنان شاب وجدت أنه من واجبي الرؤية بعين ناقدة لواقع البلاد، لأنه من خلال هذه الطريقة يمكن للبلاد أن تتطور" يقول المخرج مثلي الجنس. وأشار طايع إلى أنه في "سنة 2012 تلقينا من السلطات المغربية الترخيص بتصوير هذا الفيلم في الدارالبيضاء وأزمور والجديدة، وأتمنى من ذات السلطات أن تعطي الموافقة الضرورية لعرض هذا الفيلم في القاعات السينمائية المغربية" يختم طايع حديثه لهسبريس.