أصبحت مجموعة "أكوا" تحت الأضواء عقب تعيين عزيز أخنوش، رجل الأعمال ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها من لدن الملك محمد السادس؛ وذلك بعد فوزه في انتخابات 8 شتنبر الجاري. وقد أعلن أخنوش، بعد أيام قليلة من هذا التعيين، الانسحاب التام من جميع مناصب التسيير داخل الهولدينغ العائلي "أكوا"، باعتباره المساهم الأغلبي فيها، ليتفرغ بشكل كامل للمسؤوليات الجديدة التي كلف بها. وراء هذه المجموعة الكبيرة قصة وشراكة بين ابني سوس أحمد أولحاج أخنوش وأحمد واكريم بدأت في ستينيات القرن الماضي واستمرت مع الابنين عزيز أخنوش وعلي واكريم، لتصبح اليوم مجموعة توفر الآلاف من مناصب الشغل. وحسب المعطيات الرسمية المتاحة، فإن "أكوا" تعتبر من الهولدينغات الكبيرة في المغرب والتي تضم عددا من الشركات المشتغلة في مجالات مختلفة وتحقق رقم معاملات سنويا يقدر بمليارات الدراهم. بعد الاستقلال بعد سنوات قليلة من نيل المغرب لاستقلاله، جرى تأسيس شركة "إفريقيا" لتوزيع المحروقات. وفي سنة 1972، تم عقد شراكة مع الشركة الفرنسية"Elf Aquitaine"، مع نقل الخبرة والتكنولوجيا في مجال المحروقات الذي سيصبح فيما بعد النشاط الرئيسي لمجموعة "أكوا". وفي سنة 1977، جرى تأسيس "مغرب أوكسيجين"؛ وهي شركة مدرجة في بورصة الدارالبيضاء متخصصة في إنتاج وتسويق الغازات الصناعية والطبية والغذائية، وخاصة الأوكسجين والنيتروجين والأسيتيلين. بداية من سنة 1980 وإلى غاية سنة 1993، شرع في إعادة الهيكلة الصناعية وولادة هولدينغ "أكوا". وبعد سنوات قليلة، بدأت المجموعة تستثمر في قطاعات الاتصالات والصحافة، إلى أن جرى سنة 2007 إنشاء قطب عقاري متخصصة في العقارات السكنية والمهنية والسياحية. سنة 2010، بدأت المجموعة في مجال التنمية السياحية من خلال اتفاق شراكة مع "Risma" من أجل إطلاق علامة "Ibis Budget" في المغرب مع بناء 24 وحدة فندقية في هذا الصدد. كما انخرطت المجموعة في تطوير الشقق الفندقية في مارينا أكادير، والمحطة السياحية تغازوت وعهد لها أيضا ببناء شقق في إطار السكن الاجتماعي، كما شاركت أيضا في صندوق استثمار موجه إلى إعادة تأهيل القصبات المغربية. ووفق المعطيات المتوفرة في الموقع الرسمي لمجموعة "أكوا"، فإن رقم معاملاتها ناهز سنة 2015 حوالي 30 مليار درهم، بحيث تتوفر على أكبر شبكة لتوزيع المحروقات وأكبر قدرة تخزينية في المغرب. كما توفر المجموعة، من خلال 70 شركة، حوالي 10 آلاف منصب شغل مباشر وغير مباشر. الثري الأول ولوج أخنوش عالم السياسة جعله تحت الأضواء دائما بخصوص ثروته التي راكمها بفضل حصص المهمة في شركات "أكوا"؛ على عكس شريكه علي واكريم، الذي راكم هو الآخر ثروة محترمة بفضل الاستثمارات التي بدأت مع والد أخنوش قبل عقود. وحسب مجلة "فوربس"، المتخصصة في إحصاء ثروات الأغنياء عبر العالم، فإن ثروة أخنوش تناهز ملياريْ دولار سنة 2021، ما يعادل 18 مليار درهم مغربي؛ وهو ما أهله إلى احتلال المرتبة الأولى وطنيا وال12 إفريقيا وفق تصنيف المجلة الأمريكية. جدل الثروة المنسوبة إلى أخنوش سبق أن رد عليها في حوار له مع مجلة "جون أفريك" سنة 2019، حيث قال إن هذه المليارات التي تتحدث عنها "فوربس" ليست نقدية؛ بل هي أصول مجموعة عائلية تشكلت منذ ستين عاما وشهدت تطورا طبيعيا. وأوضح أخنوش أن مجموعة "أكوا" تضم عددا من الشركات؛ من بينها "أفريقيا غاز" و"مغرب أوكسجين" المدرجتان في بورصة الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن "فوربس" تعتمد في حسابها على الاستثمارات والتدفقات النقدية وحتى الديون. لكن أخنوش قرر، وفق تصريحاته، منذ تحمل المسؤولية الحكومية سنة 2007، عدم تلقي أي تعويض من الدولة مقابل منصب وزير وتعهد بالاستمرار في هذا النهج. كما يتكفل أيضا بأداء أجور أعضاء ديوانه والمشتغلين معه من ماله الخاص. وإلى جانب ثروة أخنوش، برز اسم زوجته سلوى بشكل كبير في عالم المال والأعمال بفضل "موروكو مول"، وهو أكبر مركز تجاري في القارة الإفريقية يقدم فئة شاملة من الخدمات مثل الموضة والجمال والرفاهية والثقافة والتكنولوجيا والصحة والديكور والتغذية والتجهيزات، والصناعة التقليدية والمطاعم.