قال تكتل تَمْغْرَبيتْ للالتقائيات المواطنة (تاضا تَمْغْرَبيتْ) إنه تابع، بكثير من الاهتمام، صدور البرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة في استحقاقات الثامن من شتنبر 2021. وبحكم مجال اشتغال "تاضا تَمْغْرَبيتْ"، خاصة ما يتعلق بتعزيز الهوية المغربية وفي صلبها الأمازيغية، أثار انتباه التكتل كيفية تعاطي الأحزاب مع قضايا الأمن اللغوي للمغاربة وكذا موقع الأمازيغية في برامج هذه الأحزاب. وسجل تكتل تاضا تَمْغْرَبيتْ، في بيان له، تنويهه بمبادرة حزب التجمع الوطني للأحرار بإعداده النسخة الأمازيغية لبرنامجه الانتخابي ونشرها في موقعه الإلكتروني أسوة بالنسخة العربية، تأكيدا من هذا الحزب على المساواة بين اللغتين الرسميتين للمغرب، وفي الوقت نفسه يسجل "تاضا تَمْغْرَبيتْ" عدم احترام باقي الأحزاب للمقتضيات الدستورية ذات العلاقة بترسيم اللغة الأمازيغية. وورد ضمن البيان تاضا تَمْغْرَبيتْ: "نثير الانتباه إلى خطورة دعوة حزب العدالة والتنمية إلى جعل العربية في الصدارة وتفضيل الجمعيات المدافعة عن العربية بمنحها صفة المنفعة العامة وحرمان الجمعيات المدافعة عن الأمازيغية من ذلك"، مشيرا إلى أن هذا المشروع الكارثي لحزب "المصباح"، إضافة إلى أنه إجراء مناف للدستور، فإنه في الوقت ذاته تأسيس لتمييز فج بين مكونات الشعب المغرب، وتهديد للسلم اللغوي ومحاولة لتقويض مجهودات الدولة، بقيادة الملك محمد السادس، الرامية إلى تدبير قضايا الأمن اللغوي للمغاربة بكثير من التعقل والحكمة. وتأسف التكتل ل"عدم قدرة بعض الأحزاب، التي كانت مواقفها من الأمازيغية متميزة في السنوات الماضية، على تطوير مواقفها وجعلها مواكبة للمستوى الذي وصلته القضية الأمازيغية وطنيا ودوليا، حتى تستطيع المساهمة في دعم مجهودات الدولة والمجتمع المدني، كي تكون بلادنا مثالا يحتذى به في كيفية تدبير التعدد اللغوي". وأبدى تاضا تَمْغْرَبيتْ في البيان ذاته استغرابه من "تعامل بعض الأحزاب اليسارية مع الأمازيغية، إما باستعمالها لمفاهيم متجاوزة من قبيل الثقافة الشعبية أو التلكؤ في ذكر الأمازيغية وحصرها في رافد من روافد الهوية المغربية، مع تجنب الإشارة لكل ما له علاقة بوضعها كلغة رسمية والمتعين القيام به لتفعيل حقيقي لرسميتها". وسجلت الوثيقة التي وقعها عبد الله حتوس، رئيس تكتل تَمْغْرَبيتْ للالتقائيات المواطنة، "غياب التواصل بشأن قضايا اللغة والثقافة الأمازيغية داخل أغلب الأحزاب المتنافسة؛ الشيء الذي كان له الوقع السلبي على تعامل المترشحين مع الشأن الأمازيغي". واستدرك المصدر ذاته أنه "باستثناء العمل التواصلي الذي قام به حزب التجمع الوطني للأحرار أفقيا وعموديا على مستوى تدبير حضور الأمازيغية في البرنامج الوطني والبرامج المحلية وفي كل مراحل الدعاية الانتخابية، فإن باقي الأحزاب تركت مرشحيها يدبرون حضور الأمازيغية على مستوى دوائرهم وفقا لقناعاتهم". وجاء في ختام البيان أن تاضا تَمْغْرَبيتْ "يعتبر أن مشاركة العشرات من نشطاء الحركة الأمازيغية في هذه الانتخابات بألوان سياسية مختلفة ساهم في دعم حضور الأمازيغية في الحملات الانتخابية محليا بشكل غير مسبوق؛ وهو ما سيكون له الوقع الإيجابي على النقاش العمومي حول قضايا الأمازيغية مستقبلا".