على بعد ثلاثة أيام من موعد الاستحقاقات الانتخابية الجماعية والجهوية والتشريعية بالمغرب، تواصل الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية وفق الإجراءات والتدابير التي أعلنتها وزارة الداخلية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا. وتواصل الهيئات السياسية، ممثلة في مرشحيها للجماعة والجهة والبرلمان، تنظيم حملاتها الانتخابية بزيارة المواطنين بمنازلهم في القرى والمداشر النائية والجبلية من أجل إقناعهم بالتصويت عليهم والتوجه إلى صناديق الاقتراع بشكل مكثف للإدلاء بأصواتهم لمن يستحق، والرفع من نسبة المشاركة في التصويت مقارنة بالسنوات الماضية. وفي هذا الإطار قال عبد المومن صابر، فاعل جمعوي من إقليم بولمان: "المواطن لا يمكنه وضع ثقته في منتخب اختفى عن الأنظار لمدة ست سنوات وعاد ليظهر من جديد في الانتخابات الحالية"، مضيفا: "لا نقبل أن يعتبرنا المنتخبون سلعتهم الرخيصة، يلجؤون إليها كل ولاية انتخابية للفوز بكرسي في المجلس الجماعي أو الجهة أو البرلمان". وأوضح المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: "يكفي أن تلقي نظرة خفيفة اليوم في قرى نائية وجبلية لتعلم أن هناك من يريد أصواتنا نحن أهل الجبل ولا يريد أن يسمع صوتنا أو همومنا"، مشيرا إلى أن "المواطن اليوم واع بأن من قطع مسافات على طرق غير معبدة أو بواسطة الدواب ليس من أجل المصلحة العامة، بل من أجل المصلحة الخاصة"، ولافتا إلى أن "هناك احتمالا كبيرا أن يقاطع أهل الجبال الانتخابات الحالية، لغياب رؤية تنموية واضحة المعالم في البرامج المقدمة من طرف الهيئات السياسية"، بتعبيره. من جهته، أكد جمال الدين بنعيسى، طالب باحث في علم الاجتماع ينحدر من إقليم زاكورة، (أكد) أن ما نشاهده في كل محطة انتخابية من طرف بعض ممثلي الأحزاب السياسية يمكن وصفه بأنه "نفاق اجتماعي وسياسي محض"، موضحا أن "الأحزاب السياسية تساهم بشكل كبير في عزوف المواطنين عن التصويت ومقاطعة الانتخابات بسبب غياب الكفاءة وضعف التواصل"، وفق تعبيره. وأشار بنعيسى، في تصريح خص به هسبريس، إلى أن "من يزور القرى النائية لإقناع المواطنين مرة واحدة في ست سنوات مثله مثل من يدفع عن كل صوت مقابلا ماليا"، لافتا إلى أن "كل الوعود التي سبق للهيئات السياسية تقديمها لساكنة الجبال بقيت معلقة دون تنفيذ، بينما ظلت الساكنة تنتظر ما لا يمكن أن يتحقق إلا في الأحلام والخيال"، وفق قوله. في المقابل، أكد عدد من الشباب بجهة درعة تافيلالت أن الانتخابات الحالية ستحمل مفاجئات كثيرة، مع احتمال أن تسجل نسبة عزوف قد تصل إلى 50 في المائة، بسبب عودة بعض الوجوه القديمة إلى الترشح للبرلمان والجهة والجماعات، موضحين أن البرامج السياسية المقدمة للساكنة إلى الآن من طرف المرشحين ضعيفة وغير مقنعة، ما سيؤثر سلبا على العملية السياسية، خاصة بالجهة. ومن أجل استقاء تعليقات ممثلي الأحزاب السياسية في الموضوع، حاولت هسبريس التواصل مع 5 مسؤولين عن الأحزاب بجهة درعة تافيلالت، لكن لا أحد منهم أراد التصريح باسمه. في المقابل، أكد مرشح عن حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم تنغير أن جميع الأحزاب بدون استثناء تقوم بحملات انتخابية نحو القرى والمداشر النائية، سواء كانت على رأس المجالس السابقة أو لا، موضحا أن "الحملات الانتخابية وسيلة لتشجيع وحث المواطنين على التصويت لمن يستحق، والتعريف ببرامج الأحزاب، ويبقى الاختيار للمواطنين وراء المعزل"، وفق تعبيره. وأوضح المصدر ذاته أن "الحديث عن استغلال معاناة سكان الجبال لكسب أصواتهم مجرد كلام وراءه جهات سياسية أكل عليها الدهر وشرب، وتوظف كل الوسائل لإقناع الناخبين بالمقاطعة والعزوف لفتح المجال لها لربح الأصوات"، على حد قوله.