على بعد حوالي 11 يوما من موعد الاستحقاقات الانتخابية المقرر إجراؤها في الثامن من الشهر المقبل، أطلقت الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية وفق الإجراءات والتدابير المعلنة من طرف وزارة الداخلية، لتفادي انتشار كبير لوباء "كورونا" في صفوف المترشحين وعموم المواطنين. وانطلقت الحملات الانتخابية صباح أمس الخميس بجميع أقاليم جهة درعة تافيلالت، على غرار باقي جهات المملكة، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من الوسائل التواصلية الأكثر استعمالا من قبل بعض المترشحين للاستحقاقات المقبلة، من أجل نيل أصوات الناخبين وتقديم برامجهم الانتخابية. وفتح عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومتتبعي الشأن المحلي بأقاليم جهة درعة تافيلالت نقاشا حول انتظارات الساكنة المحلية، خاصة الجبلية منها، من المنتخبين الذين ستؤول نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية لصالحهم. وفي هذا الصدد، كشف أحمد الحمداوي، فاعل جمعوي بجهة درعة تافيلالت، أن انتظارات ساكنة الجهة عموما والجبلية منها على وجه الخصوص من الانتخابات المقبلة كبيرة وكثيرة، مشيرا إلى أنها ستختار من له القدرة على تسيير الشأن المحلي والاستجابة لمطالبها، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن انتظارات وتصورات الساكنة الجبلية بأقاليم جهة درعة تافيلالت متنوعة، أهمها المرتبطة بتحسين البنية التحتية الطرقية والشغل والرفع من مستوى الجماعات الجبلية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وفنيا، مضيفا أن المرشح القادر على ضمان تحقيق هذه المطالب سينال أصوات المناطق الجبلية، خاصة أنها غاضبة من التسيير الماضي في الجماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهة، بتعبيره. من جهتها، قالت خديجة أيت عبد المنعم، فاعلة جمعوية من إقليم تنغير: "لا يخفى على أحد ما عانته الساكنة الجبلية في الولايات السابقة بسبب ضعف الإمكانيات المادية وغياب الانسجام بين مكونات المجالس"، مضيفة: "أملنا في هذه الاستحقاقات اختيار أشخاص لهم القدرة على تحقيق مطالب الساكنة عموما والجبلية خاصة". وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة الجبلية هي الأكثر تضررا من غياب الانسجام بين مكونات المجالس المنتخبة، مشيرة إلى أن "ساكنة الجبال بهذه الجهة (درعة تافيلالت) تعاني من غياب أبسط ظروف العيش الكريم، وتأمل أن تتحسن الأوضاع من خلال إدارة الشأن المحلي من طرف وجوه جديدة وشابة"، وفق تعبيرها. "نحن أبناء الجبال لم نستفد من البرامج التنموية التي أعلنها المجلس الإقليمي أو المجلس الجهوي. يأتون إلينا فقط في الانتخابات لنيل أصواتنا.. حقا نحن مجرد أرقام في صناديق الاقتراع ليس إلا"، يقول عيسى حدادي، القاطن بإحدى القرى الجبلية في إقليم ميدلت، مضيفا أن "الولاية المنتهية لمجلس جهة درعة تافيلالت لم تستفد منها الساكنة الجبلية بإقليم ميدلت شيئا إلا الوعود الكاذبة"، بتعبيره. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الساكنة الجبلية التابعة لجهة درعة تافيلالت عموما تنتظر منتخبين قادرين على تنزيل برامج تنموية واقتصادية مهمة لتمكينها من الولوج إلى كل الخدمات الضرورية، لافتا إلى أن "البلوكاج" الذي عرفته الجهة خلال الولاية السابقة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، "وبالتالي التصويت على أشخاص قادرين على العمل وفق مقاربة تشاركية وتنموية، مراعاة للمصلحة العامة واستبعاد المصلحة الشخصية"، وفق تعبيره.