ها قد انتهى مؤتمر الأصالة والمعاصرة، ووضعت القواعد والأطر "البامية" ثقتها في الأستاذ والمحامي عبد اللطيف وهبي، الذي يعتبر من الجيل الجديد للقيادات الحزبية. وليس هذا إلا نجاحا في الجهاد الأصغر، بعدما كان الشامتون ينتظرون لهذا الحزب الاندحار والانقسام، لولا يقظة وتجند "الباميات" و"الباميين"، الذين تمكنوا من رأب الصدع والخروج بالحزب نحو ولادة جديدة وبوادر تغيير في المشهد السياسي المغربي بالجملة. الحزب يستشرف المستقبل، ويطمح إلى أن يكون قطبا للتحديث والدمقرطة، والتوجه نحو المجتمع والاستقطاب والتأطير والقرب، كما أشار جلالة الملك محمد السادس نصره الله في رسالة تهنئة وهبي بمناسبة انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة؛ والإنصات إلى هموم المغاربة وقضاياهم في المدن كما في المداشر البعيدة والقرى النائية، لاستعادة الثقة في العمل الحزبي والممارسة السياسة التي تعيش على وقع عزوف شديد. لقد بحث "الباميات" و"الباميون" عن قيادة حكيمة ومدركة لحجم تطلعات المواطنين والمواطنات، وانتظارات المنتسبين والمتعاطفين، ورد الاعتبار للعمل الحزبي، وهو ما ظهر جليا في كلمتي رئيسة المجلس الوطني، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، والأخ الأمين العام السيد عبد اللطيف وهبي، ورغبتهما القوية في تصحيح مسار "البام". أمام الأصالة والمعاصرة مهمة نبيلة، وهي بناء الحزب جهويا، والاستفادة من طاقاته التي يزخر بها في جهات المغرب.. عمل يبدأ بتعزيز عمل القرب. وبما أن قواعدنا الانتخابية توجد في قلب محيطنا الاجتماعي، فسياسة القرب هذه ليست مستحيلة، إذا ما تطوع مناضلو ومناضلات الحزب في كل الأوراش التنموية المتاحة على امتداد الوطن، لاسيما في أقاصي القرى والمداشر، بل وحتى الرحل من السكان، الذين تفرض عليهم تربية الماشية الاستقرار حيث يوجد الماء والكلأ. الورش التنظيمي يبقى مهما، رغم إكراهات العزوف السياسي وانعدام فرص المشاركة السياسية للشباب، وهو ورش للعمل المباشر والعمودي لا يتم إلا عبر تعزيز الديمقراطية التشاركية وآلياتها في الجهات التي يدبرها منتخبو الحزب وأطره وكفاءاته التنظيمية والسياسية والتواصلية. المرأة "البامية" لها دور كبير في تعزيز المشاركة السياسية النسائية للحزب، من خلال تقوية قدرات مرشحاته الحاليات والمحتملات في إدارة حملاتهن الانتخابية، وفق قناعاتنا الحزبية، بوصفنا حزبا اختار الحداثة منهاجا لعمله السياسي. إن المرحلة القادمة تقتضي استحضار حجم الرهانات المعقودة على حزبنا، ليلعب أدواره في المرحلة الراهنة، ليس كمعادلة انتخابية فقط، ونحن على مشارف استحقاقات 2021، بل كمشروع سياسي ومجتمعي، انتصر للمشروع الحداثي الديمقراطي، قريب من المغاربة. * المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة درعة تافيلالت