لليوم التاسع على التوالي، تعيش الجماعة الترابية المرس، الواقعة بإقليم بولمان، على وقع احتجاجات شعبية نتيجة ما سماه محتجون "تردي الأوضاع الصحية" بهذه الجماعة الترابية، وفق إفادات لهم في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية. وتأتي هذه الاحتجاجات، حسب المصادر ذاتها، إثر تعرض شابين لحادثة سير خطيرة، وبعد نقلهما إلى المركز الصحي بالمرس لم يتمكنا من تلقي العلاجات الأولية لغياب الطبيبة، ورفض المسؤولين نقلهما عبر سيارة إسعاف نحو أقرب مركز استشفائي ببولمان. الحسين والشيخ، فاعل جمعوي بالمرس، قال في تصريح لهسبريس: "راسلنا بصفتنا ممثلين عن المجتمع المدني قبل ثلاثة أشهر المندوب الإقليمي للصحة، لاستفساره عن سبب سحب لافتة تشير إلى المركز الصحي المستوى الثاني ودار الولادة، وتعويضها بأخرى للمركز الصحي المستوى الأول فقط، لكننا لم نتلق أي جواب منه، ما جعلنا نطرح أكثر من سؤال عن سبب هذا التراجع الخطير الذي عرفه المركز الصحي بالمرس". محمد لغشيم، شاب من المرس وأحد المحتجين على الأوضاع الصحية، قال بدوره: "عاينا معا دعوة السلطة والمجلس الجماعي قبل أشهر للمندوب الإقليمي للصحة إلى دورة عادية لجماعة المرس، للحصول على أجوبة بخصوص التراجعات الخطيرة التي عرفها المركز الصحي، وسبب سحب الطبيبة بتلك الطريقة"، مشيرا إلى أن "الساكنة لم تتمكن من الحصول على أجوبة حتى عن طريق المجلس الجماعي والسلطة"، وفق تعبيره. كما أكد لغشيم، في تصريح لهسبريس، أن "نضال ساكنة المرس مستمر إلى حين إرجاع كل المكتسبات المحققة قبل سنوات"، مضيفا: "الساكنة لن تعود إلى منازلها إلى حين عودة الطبيبة الرئيسية وإعادة تشغيل دار الأمومة بالمركز الصحي المرس". وتعليقا على الموضوع، قال مسؤول بالمندوبية الإقليمية للصحة ببولمان (رفض الكشف عن هويته للعموم) إن الاحتجاجات المنظمة من طرف الساكنة المحلية لجماعة المرس "وراءها جهات معروفة تتقن الصيد في الماء العكر"، مشيرا إلى أن "الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي، بتنسيق مع السلطة الإقليمية، تبحث عن الحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة، وإرجاع الأمور إلى نصابها". وأوضح المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المطالب المرفوعة من قبل الساكن مشروعة، لكن ما هو غير مشروع الدفع بالساكنة من طرف جهات سياسية معروفة للحصول على مصالحها الشخصية"، ملتمسا من الساكنة "الرجوع إلى منازلها وتكوين لجنة للتحاور والبحث عن حلول واقعية وممكنة للمشاكل المطروحة"، وفق تعبيره.